الديك المغرور – جمال مرسي
تفديك عينايَ يا ابن العم تفديكا … إذا تطوعت كي تشوي لنا ديكا
ديكاً أراهُ وقد غرّتهُ قوتهُ … ناهيكَ عن طبعهِ المنبوذِ ناهيكا
كل الطيور تعيش السلم تنشدهُ … إلاّهُ ؛ يشحذ منقاراً ليؤذيكا
كل الطيور لها ريشٌ تتيهُ بهِ … جمالهُ في بريق الضوء يسبيكا
وذاك ينفش ريشاً بات يدعمهُ … بالشوك حتى يدك الخوف عاليكا
ويشهر المخلب الواهي لتحسبه … كالنسر حين انقضاضٍ سوف يدميكا
لا ترهبنَّ فهذي محض زوبغةٌ … أثارها كي يزيد البيت تفكيكا
كن رابط الجأش ذا عزمٍ و ذا ثقةٍ … عند اللقاء بهِ ، فالله يكفيكا
وذات يومٍ رأيتُ الديكَ منبطحاً … على خِوانٍ مع المشروب يغريكا
ألقيتُ نظرةَ إشفاقٍ، وقلتُ له … أين اغترارك يا مسكين ينجيكا
ها أنت قطعة لحمٍ فوق مائدةٍ … كُلٌّ سيذكر حين المضغِ ماضيكا
فيُخرج المضغة الحمقاء من فمهِ … يُلقي بها لثعالِ في أراضيكا
حتى الثعال فقد عافتكَ عازفةً … من مُرِّ طعمكَ والكِبرِ الذي فيكا