اثنان في سيارة – إبراهيم ناجي

العمرُ أكثرهُ سدى وأقلُّهُ … صفوٌ يتاحُ كأنه عمران

كم لحظةٍ قصرت ومدت ظلَّها … بعد الذهاب كدوحة البستانِ

ويمر في الذكرى خيالُ شباَبها … فكأن يقظَتها شبابٌ ثاني

مَنْ ذلك الطيف الرقيق بجانبي … كفّاه في كفَّيَّ هاجعتانِ

لكأننا والأرضُ تُطوى تحتَنا … نجمان في الظلماءِ منفردانِ

لكأننا والريحُ دونَ مسارنا … خطان في الأقدارِ منطلقان

إني التفت إلى مكانك بعدما … خليتهِ فبكيتُ سوء مكاني

هل كان ذاك القربُ إلاَّ لوعةً … ونداء مسغبةٍ إلى حرمان

حمى مقدرة على الإنسان … تبقى بقاء الأرض في الدورانِ

وكأنما هذي الحياة بناسها … وضجيجها ضرب من الهذيانِ