إني رأيت أبا الأشبال قد ذهبت – الفرزدق
إني رَأيتُ أبا الأشْبالِ قَدْ ذَهَبَتْ … يَداهُ حَتى تُلاقي الشّمسَ وَالقَمَرَا
التّارِكُ القِرْنِ تحتَ النَّقْعِ مُنجَدِلاً … إذا تَلاحَقَ وِرْدُ المَوْتِ فاعتَكَرَا
لا مُكْبِرٌ فَرَحاً فِيمَا يُسَرّ بِهِ، … فَإنْ ألَمّتْ عَلَيْهِ أزْمَةٌ صَبَرَا
وَقَد شكرْتُ أبا الأشبالِ ما صَنَعَتْ … يَداهُ عِندي، وَخَيرُ الناسِ مَن شكَرَا
لَقَدْ تَدارَكَني مِنْهُ بِعَارِفَةٍ، … حتى تَلاقَى بها ما كانَ قَدْ دَثَرَا
فَما لجُودِ أبي الأشْبَالِ مِنْ شَبَهٍ … إلاّ السّحابُ وَإلاّ البَحْرُ إذْ زَخَرَا
كُلٌّ يُوائِلُ ما امْتَدّتْ غَوَارِبُهُ، … إذا تكَفْكَفَ منهُ المَوْجُ وَانحَدَرَا
لَيْسا بِأجْوَدَ مِنْهُ عِنْدَ نَائِلِهِ، … إذا تَرَوّحَ للمَعْرُوفِ أوْ بَكَرَا