إمّا بقيتَ فهلكُ غيرِك هَيِّنٌ – الشريف المرتضى
إمّا بقيتَ فهلكُ غيرِك هَيِّنٌ … و إذا نجوتَ فجرمُ دهرك يغفرُ
و إذا المحاذر تِهنَ عنك فما لنا … ولنا الأمانُ عليك شيءٌ يُحذرُ
ما نحنُ إلاّ للرَّدى وإلى الرَّدى … فمقدَّمٌ لِحمامِهِ ومؤخَّرُ
وعلى المنيَّة ِ طُرْقُنا ومسيرُنا … و الرجلُ تهفو والأخامص تعثرُ
ذاقَ الرَّدى متكرِّمٌ ومُبخَّلٌ … و أتى الحمامَ معجلٌ ومعمرُ
كم شذَّبتْ منّا السِّنون وكم طَوى … منا الخضارمَ ذا الترابُ الأغبرُ
لاتربة ٌ إلاّ وفيها للبِلى … خدٌّ أسيلٌ أو جبينٌ أزهرُ
من عاش إما مات أو كانت له … في كلّ يومٍ عبرة ٌ تتحدرُ
و هو الزمان فاحكٌ مستغربٌ … ممّا استفادَ وناشجٌ مُستعبِرُ
وقصورُنا قصرانِ؛ هذا مُخرَبٌ … متعطلٌ حزناً وهذا يعمرُ
وعيونُنا عينان؛ هذي دمعُها … متحلِّقٌ ودموع أخرى تَقطرُ
إنّ المصيبة في الأحبة ِ للفتى … لو كان يعلم نعمة ٌ لا تشكرُ
فدعِ التذكر للذين تطارحوا … بيدِ المنون فهالكٌ لا يُذكرُ
وإِذا جرى قَدَرٌ بشيءٍ فارضَه … فالمعتبون لساخطو ما يقدرُ
باهِ الرجالَ بفضل حلمك فيهمُ … وافخرْ به فبمثلِ ذلك يُفخَرُ
و إذا ألمَّ بك الزمان فلا تلمْ … خُلْساتِه فَلما خطاهُ أكثرُ
ولطالما عزَّيتَ غيرَك في رَدى ً … بالصَّبر والمُعزَى بصبرٍ يَصبِرُ
ما إنْ رمتنا بالجنادل شدة ٌ … إلاّ وأنتَ لها الأشدُّ الأصبرُ
تفدى الإناثُ ذكورَ من الورى … ويقي الكبيرَ منَ الحمامِ الأصغَرُ
و ليسلَ عنها إنها درجتْ وللتقوى الإزارُ وللعفافِ المئزرُ … ـتقوى الإزارُ وللعفافِ المِئزَرُ
كسرٌ له جَبرٌ بأمثالٍ له … و وقاك ربكَ كسرة ً لا تجبرُ