إلى سَيِّدي بوش العظيم – عبدالعزيز جويدة

مَلك مِصر والعراق حَفظه الله ورعاه

كلٌّ يُصَفِّقُ للرَئيسِ

وكانَ يَشدو في خِطابٍ

ضِمنَ آلافِ الخُطَبْ

كلٌّ يُصفِّقُ للزعيمِ

لِسيِّدي “بوشِ” العظيمْ

مَبعوثِ رَبِّ العالَمينَ إلى العرَبْ

كلٌ يُصفِّقُ للرئيسِ ؛

لأنَّهُ هَدَمَ العراقَ ،

لأنَّهُ كَسَرَ العراقَ ،

لأنَّهُ سَحقَ العراقْ

مِن دونِ إبْداءِ السَّببْ

كلُّ الذينَ يُصفِّقونَ من العربْ

يا للعَجَبْ

هل نحنُ في أرضِ العربْ ؟

لا بُدَّ يغزونا أحَدْ

حتى يُحرِّرَنا

وإلا سوفَ نبقَى كالعبيدِ إلى الأبَدْ

عَجبي على بلدِ العربْ

كلِّ العربْ

مِن يظهرونَ

إذا اختفَى وجهُ الخَطَرْ

الآنَ أصبَحَ للعراقْ

سبعونَ شعبًا قد ظَهرْ

الكُلُّ نَصَّبَ نفسَهُ “عيسَى المسيحَ”

وأنَّهُ كانَ الخلاصَ المنتَظَرْ

جاءُوا لنا ومنَ الفنادقِ للكراسي

يَحكُمونْ

فأتَى إلينا الطامعونَ ..

الهارِبونَ ..

الكاذِبونَ ..

السارقونْ ..

جاءوا إلى أرضِ العراقِ الجاهِزةْ

جاءوا إلينا يَحصُدونَ الجائزةْ

ألفا عَميلٍ “للمُوسادْ”

زُمَرُ النفوسِ العاجِزةْ

جاءوا إليكَ..

أيا عراقْ

من بعدِ أن هُدِمَ العراقْ

من بعدِ أن غَرَسَ العدوُّ نَواجِذَهْ

ما كانَ يحتاجُ العراقُ

لكي يُحرَّرْ

هذا النبيَّ المُنتَظَرْ

حتى تَتِمَّ على يَديهِ المُعجِزَةْ

يا سَيِّدي “بوشَ” العَظيمْ

ما دُمتَ قد حرَّرتَ ..

في يومٍ ونِصفٍ ..

كلَّ أنحاءِ العراقْ

إنَّا جميعًا في انتِظارِكَ

صَدرُنا قد ضاقْ

في كلِّ بُلدانِ العَربْ

ومِنَ المُحيطِ

إلى الخليجِ

قلوبُنا تَوَّاقَةٌ

إنَّا جميعًا في انتظارِكْ

حتى تُحرِّرَنا وتكسِرَ

من أيادينا الوِثاقْ

حُكَّامُنا يا سَيِّدي

الجالِسونَ على الكَراسي

من قُرونٍ

فوقَنا لن يَبرَحوها

واللهِ ..

لولا الموتُ يأتي بَغْتَةً

لن يَترُكوها

مِن بعدِهِم ..

يَأتي لنا أولادُهم ،

أحفادُهم ..

هي تِركَةٌ قد وَرَّثوها

فالحُكمُ في بلَدِ العربْ

كلِّ العربْ

“هي عِزْبَةٌ”

والحاكِمونَ قد اشتَرَوها

يا سَيِّدي “بوشَ” العظيمْ

أرجوكَ تُسقِطُهم جَميعًا

حتى تَرَى أنَّا سنخرُجُ في الدُّروبِ مُهلِّلينْ

كُنْ رَحمةً جاءَتْ لنا

مِن عندِ ربِّ العالَمينْ

أرجوكَ تُسقِطُهم جميعًا

حتى يَرَوا بِعُيونِهِم ..

كيفَ الشعوبُ ستنتَفِضْ

حتى يُفيقوا من ظُنونِ خُلودِهِم

هذا الهُراءُ المُفتَرَضْ

وبأنَّ مَن قالوا لَهُم :

“بالروحِ .. بالدَمْ “

قومٌ أصابَهمُ النفاقُ

وإنَّهُ بئسَ المرضْ

حتى يَرَوا بِعُيونِهم

كيفَ الشُّعوبُ تَدوسُهم ..

تحتَ الحِذاءِ

وبالحِذاءِ يُصَفِّعونَ وُجوهَهُم

إيَّاكَ شخصٌ يَعتَرِضْ

حتى يَرَوا بعُيونِهم

حَجمَ الكراهِيَةِ البَشِعْ

لَمَّا نَرَى تمثالَ طاغِيَةٍ وَقَعْ

أو ديناصورًا يَنقَرِضْ

لمَّا نرى مَنْ كانَ كلُّ الشَّعبِ

يركَعُ عِندَهُ

في لَحظةِ الخَلْعِ الوشيكةِ

قد رَكَعْ

ثُمَّ امتَعَضْ

يا سَيِّدي “بوشَ” العظيم

أرجوكَ لا تَترُكْ بَغِيًّا ،

لا تَدَعْ …

هي فرصةٌ جاءَتْ إلينا سَيِّدي

دُمتُمْ لنا خيرَ العِوَضْ

يا سيدي “بوشَ” العظيمْ

نحنُ العربْ

ولأنَّنا نحنُ العربْ

سنظلُّ حتى المُنتَهَى

في حالِنا ..

دَومًا عَجَبْ

مهما سَيطغَى الحاكِمونْ

أو يَقتُلونَ ،

ويَسجِنونْ ..

إنَّا سنبقَى السَّاكتينَ ..

القانِعينَ ..

الطَّائعينْ

فلأنَّنا دومًا نَخافْ

مِن أيِّ شيءٍ سَيِّدي ..

إنَّا نخافْ

ولأنَّنا ..

في كلِّ شِبرٍ بالوطنْ

زَرَعوا لنا سيَّافْ

ولأنَّنا مَحسوبَةٌ أعمالُنا

حتَّى الكلامْ ،

حتَّى السُّكوتُ

والالتِفافْ

ولأنَّنا لَمْ نَتَّفِقْ في أيِّ شيءٍ

سيِّدي

إلا لكي يَبقَى الخِلافْ

يا سيدي “بوشَ” العظيمْ

أنا ما رأيتُ بكلِّ عمري غيرَهُ

رَجُلاً وَحيدًا والجميعُ

يُؤلِّهُهْ

أنا ما رأيتُ بكلِّ عُمري

غيرَ وَجهٍ واحدٍ

واللهِ لَو حتى أبي

لَكَرِهتُهُ

واللهِ لو وَجهي أنا

لَكَرهتُهُ

يا سيِّدي

إنَّا شُعوبُ المهْزَلَةْ

وَجهٌ وَحيدٌ قادَنا

أَستَحلِفُكْ

باللهِ أن تستَبدِلَهْ

أو تَعزِلَهْ

حتى أراهْ ..

والشَّعبُ يَهتِفُ خلفَهُ

ويَكونُ فوقَ المِقْصَلَةْ

يا سيِّدي “بوشَ” العظيمْ

إنَّا شعوبٌ دائمًا لا تَستطيعْ

إنَّا شعوبٌ عَلَّموها ،

دَرَّبوها ..

مثلَ آلافِ القُرودِ

بأن تُطيعْ

فكَما ترانا سَيدي

ننساقُ دومًا

والثَّائرُ المِغوارُ فينا سَيِّدي

إنْ باتَ خارِجَ بيتِهِ

يومًا

سيرجِعُ بعدَهُ حَمَلاً وَديعْ

هي ليلَةٌ في أيِّ سِجنٍ

سَيدي

ويَعودُ أيُّ مُعارِضٍ

يَهوَى الحِياكَةَ ، والطَّبيخَ

ويَعشقَُ التَطبيعْ

فالحاكِمونَ الظَّالمونْ

ما عادَ يَغلِبُهم أحَدْ

فَأطِحْ بِهم

لا تُبقِ منهم مِن أحدْ

“أحَدٌ .. أحَدْ “

فاللهُ وَلَّى الظالمينَ بظالِمينَ

إلى الأبَدْ