إقبال عامٍ بشكر الخير مقبول – الخُبز أَرزي

إقبالُ عامٍ بشكر الخير مقبولُ … عيدُ الأمير بعيد البرِّ موصولُ

يوم العَرُوبة والنَّيروز قد جُمِعا … فاليومُ يومٌ له تاجٌ وإكليلُ

يومٌ من الجُمعة الغرّاء غُرَّتُه … وفيه من بهجة النيروز تحجيلُ

يومٌ تألَّف من عيدَينِ عيد تقىً … وعيد مُلكٍ فذا فضلٌ وتفضيلُ

فانعم بنيروزك الميمون طائره … وبالسعادة حبل الحظِّ مفتولُ

وعشتَ ما عشتَ فيما شئتَ من نعمٍ … فيها عليك لظلِّ العزِّ تظليلُ

فاليوم عظّمَهُ وبجَّلَهُ … فحظه منك تعظيم وتبجيل

يومٌ تُصاغ به التيجانُ من زَهَرٍ … لابن الملوكِ وللجيش الأكاليلُ

لقد تزيَّنت الدنيا بزخرفها … فالروض قد مُثِّلَت فيه التماثيلُ

فالغيم يبكي إذا ما الروض ضاحَكَهُ … وناظِرُ النبت بالأنداء مكحولُ

يومٌ له زَفَّت الدنيا عرائسَها … لهنَّ من سندسٍ خُضرٍ سرابيلُ

مُعَمَّمات بوَشيٍ من جواهرها … مرصَّعات وفي الترصيع تفصيلُ

هذا الربيع من الجنّات مُستَرَقٌّ … ففيه منهنَّ تَميِيلٌ وتمثيلُ

فالورد من وجنة المعشوق صبغتُه … والطِّيبُ من نكهة المعشوق معلولُ

وردُ الحبيب مصونٌ ليس يقطفه … إلا العيون وورد الروض مبذولُ

طيبوا فما طيب هذا اليوم مُدَّغَمٌ … يخفى ولا فضل هذا اليوم مجهولُ

أمّا النهار فلا حَرٌّ ولا خَصَرٌ … والليل لا قِصَرٌ فيه ولا طُولُ

فلا طلائع جيش القيظ طالعة … كذاك سابق جيش القرِّ مغلولُ

فيا لعيشٍ لفيض الروح رَعرَعَةٌ … وللنسيم مع الأشجار تطفيلُ

فلا البَنَانُ مع التجميش منقبِضٌ … ولا العناق لكُثر الحَرِّ مملولُ

طاب الهواءُ لتعديل النهارِ به … فللذاذات في الأرواح تعديلُ

فالنَّورُ يزهِر في خُضر الرياض كما … يُزهِرنَ في ظُلَم الليل القناديلُ

فشيِّعوا يومَكم واستقبلوا غدَه … فقسمة العيش تقديم وتأجيلُ

فما انتظاركمُ والعيشُ مقتبلٌ … والورد مبتسمٌ والروض معلولُ

لنا ربيعانِ من وقت ومن كرَمٍ … وسيدٌ ماجد الأخلاق بُهلول

هو الأمير ابن يزدادَ الذي سهلت … به الخطوبُ فللخيرات تسهيلُ

حُسناه راضت قلوبَ الناس كلِّهمُ … فودُّه في قلوب الناس مقبولُ

إحسانُه عَمَّ أهلَ الشرق كلَّهم … فرَبعُه أبداً بالشكر مأهولُ

إليه أقبلت الآمال أجمعُها … تصدى فما غيره في الناس مأمولُ

لو عُدَّ في الخَلق مَن يُغذى بنعمته … ما كان يُروِيهم جَيحَانُ والنِّيلُ

له دلائل إقبالٍ يوافقها … يمنٌ ورأي على التوفيق مدلولُ

والحاسب الشهم لا تجري أناملُه … بحَسب ما أنت مشكور ومسؤولُ

لم يبقَ طاغٍ وباغٍ لم يمسّهما … من بسط كفَّيك تكليلٌ وتنويلُ

فيا ابن يزدادَ مَن ولاك بانَ له … من بَدوِ أمرِك تكميلٌ وتكفيلُ

فالحمد لله لا حُسناك ضائعةٌ … كلا ولا عِقدُ شُكرِ اللَه محلولُ

فليس ما زاد فيه الشُّكر مُنتقَصاً … ولا لما أثبتَ الإحسانُ تحويلُ

من سُنَّة اللَه إمداد الشَّكور له … وما لسُنَّتِه في الخلق تبديلُ

إنّي أقول فإن أكثرتُ في مِدَحي … في جنب إحسانك التكثيرُ تقليلُ

يا غارساً شجر الإحسان كُلْ ثمراً … لكنَّه ثمر بالسمع مأكولُ

مدح يلذُّ من الأفواه مَرشفُه … كما يلذ من المعشوق تقبيلُ