أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟ – أبو فراس الحمداني

أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟ … و أيُّ دمعٍ ليسَ بالهاملِ ؟

إنا فجعنا بفتى ” وائلٍ … لمَّـا فجعنا ” بأبي وائلِ “

المشتري الحمدَ بأموالهِ ، … والبائعِ النائلَ بالنائلِ

مَاذا أرَادَتْ سَطَوَاتُ الرّدَى … بِالأسَدِ ابنِ الأسَدِ، البَاسِلِ؟

السّيّد ابنِ السّيّدِ، المُرْتَجَى ، … والعالمِ ابنِ العالمِ ، الفاضلِ

أقسمتُ : لو لمْ يحكهِ ذكرهُ … رجعنَ عنهُ بشبا ثاكلِ

كَأنّما دَمْعِي، مِنْ بَعْدِهِ … صوبُ سحابٍ واكفٍ ، وابلِ

مَا أنَا أبْكِيهِ، وَلَكِنّمَا … تبكيهِ أطرافُ القنا الذابلِ

ما كانَ إلاَّ حدثاً نازلاً ، … موكلاً بالحدثِ النازلِ

دَانٍ إلى سُبْلِ النّدَى وَالعُلا، … نَاءٍ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالبَاطِلِ

أرى المعالي ، إذْ قضى نحبهُ ، … تبكي بكاءَ الوالهِ ، الثاكلِ

الأسَدُ البَاسِلُ، وَالعَارِضُ الـ … ـهاطلُ ، عندَ الزمنِ الماجلِ

لوْ كانَ يفدي معشرٌ هالكاً … فَدَاهُ مِنْ حافٍ، وَمِنْ نَاعِلِ

فَكَمْ حَشَا قَبرَكَ مِنْ رَاغِبٍ … وَكَمْ حَشَا تُرْبَكَ مِنْ آمِلِ

سقى ثرى ، ضمَّ ” أبا وائلٍ ” ، … صوبُ عطايا كفهِ الهاطلِ

لا درَّ درُّ الدهرِ ما بالهُ … حمّلَني مَا لَسْتُ بِالحَامِلِ؟

كانَ ابنُ عَمّي، إنّ عَرَا حادثٌ، … كاللّيْثِ، أوْ كالصّارِم الصّاقِلِ

كَانَ ابنُ عَمّي عالِماً، فاضِلاً، … والدهرُ لا يبقي على فاضلِ

كانَ ابنُ عَمّي بَحرَ جُودٍ طمى … لكنهُ بحرٌ بلا ساحلِ

منْ كانَ أمسى قلبهُ خالياً … فَإنّني في شُغُلٍ شَاغِلِ