أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا – حيدر بن سليمان الحلي
أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا … قم، فهني الأرض فيها والسماءا
طبق الأرجاء منها أرج … عطَّرت نفحة ُ ريَّاه الفضاءا
بعثة ٌ أعلَنَ جبريلُ بها … قبل ذا، في الملا الأعلى النداءا
قائلاً: قد بُعِث النورُ الذي … ليس يخشى أبدَ الدهرِ انطفاءا
فهنيئاً : فتح الخير بمن … ختَم الرحمنُ فيه الأَنبياءا
وأتى أكرم مبعوث قد اخ … ـتارُه الله انتجاباً واصطفاءا
سيد الرسل جميعاً “أحمد” … مَن بعلياهُ أتى «الذكر» ثناءا
“مبعث” قد ولدته ليلة … للورى ظلماؤها كانت ضياءا
بوركت من ليلة في صبحها … كَشف الله عن الحقِّ الغطاءا
خلع الله عليها نضرة … راقت العالَم زهواً واجتلاءا
كلما مرَّت حلت في مرِّها … راحة الأفراح رشفاً وانتشاءا
واستهلَّ الدهرُ يُثني مُطرباً … عطف نشوان ويختال ازدهاءا
فلتهنّ «الملة ُ الغرّاءُ» مَن … أحكم الله به منها البناءا
ولتباهل فيه أعداء الهدى … ولتباه اليوم فيه العلماءا
ذو محيا فيه تستسق السما … وبنانٍ علَّم الجودَ السماءا
رق بشراً وجهه حتى لقد … كاد أن يقطر منه البشرماءا
فعلى نور الهخدى من وجهه … وجد الناس إلى الرشد اهتداءا
فهو ظل الله في الأرض على … فئة ِ الحقِّ بلطف الله فاءا
فكفى هاشم فخراً أنَّها … وَلدته لمزاياها وعاءا
فلها اليومَ انتهى الفخرُ به … وله الفخر ابتداءاً وانتهاءا
حيّ فيها المرفد الأسنى وقل: … وصلاحاً ، وعفافاً ، وإباءا
زانَ سامرا وكانت عاطلاً … تتشكى من محليها الجفاءا
وغدت أفناؤها آنسة … وهي كانت أوحشَ الأرضِ فناءا
… زادك الله بهاءً وسناءا
إنما أنت فراش للألى … جعل الله السما فيهم بناءا
ماحوت أبراجها من شهيها … كوجوهٍ فيك فاقتها بهاءا
قد توارت فيك أقمار هدى … ودت الشمس لها تغدو فداءا
أبداً تزدادُ في العليا سنًى … وظهوراً، كلّما زيدت خفاءا
ثم نادي القبة َ العليا وقل: … طاوِلي ياقبة َ الهادي السماءا
بمعالي العسكريين اشمخي … وعلى أفلاكها زِيدي عَلاءا
واغلبي زهر الدراري في السنا … فبك العالم لافيها أضاءا
خطك الله تعالى دارة … لذُكائي شرفٍ فاقا ذُكاءا
وبنا عرِّج على تلكَ التي … أودعتنا عندَها الغيبة ُ داءا
حجب الله بها الداعي الذي … هو للأعين قد كان الضياءا
وبها الأملاك في ألطافه … للورى تهبط صبحاً ومساءا
قف وقل عن مهجة ٍ ذائبة ٍ … ومن العينينِ فانضجها دماءا
يا إمامَ العصرِ ما أقتلها … حسرة ً كانت هي الداء العياءا
مطلننا البرء في تعليلها … وسوى مرءاك لا نلقى شفاءا
برئت ذمّة ُ جبارِ السما … من أناس منك قد أضحوا براءا
فمتى تبرد أحشاء لنا ؟ … كِدنَ بالأنفاسِ يُضر من الهواءا
ونرى يا قائم الحق انتضت … سيفها منك يد الله انتضاءا
أفهل نبقى كما تبصرنا ؟ … نُنفِذ الأيامَ والصبرَ رجاءا
لا رأى الرحمة َ من قال رياءا: … قلت الروح لمولاها : فداءا