أيا عاذلي في الحب مالي وللعذل – ابن القيسراني
أيا عاذلي في الحب مالي وللعذل … ويا هاجري هل من سبيل إلى وصل
أحين استجارتك الملاحة في الهوى … بخلت كأن الحسن في ذمة البخل
لي الله من قلب تملكه الجوى … فأمسى أسيرا رهن حبل من الخبل
منيت بمثل البدر في مستقره … يريك المنال الصعب في المنظر السهل
إذا ما التقينا جال طرفي وطرفه … فأنظر من دمع وبنظر من نصل
فيا ويح قلبي من بلاه بحبه … ومن دل ألحاظي على ذلك الدل
ويا لي من ليل طويل كهجره … وصبر ضعيف ضعف أجفانه النجل
ألفت قلاه واستطبت مطاله … وأطيب ما جاء الوصال على مطل
إذا ما الكرى أهدى إلي خياله … فيا حبذا تهويمة جمعت شملي
سلوا القمر المفتي بأن لقاءه … علي حرام كيف حل له قتلي
ويا ليلة باتت تمخض بالنوى … إلى أن تجلت وهي واضعة الحمل
نشدت فؤادا بات ينشد لبه … فجسمي بلا قلب وقلبي بلا عقل
وقالوا حباك الشيب بالحلم والنهى … ومن لي بأيام الشبيبة والجهل
ليالي أجتاب الليالي صبوة … فرامي غرامي لا يرى موقع النبل
متى ما خلا قلب المحب من الهوى … فيا لك من ربع أقام بلا أهل
ألم تر أن الشيب بين جوانحي … أقام مقام الفضل عند أبي الفضل
خليلا صفاء لا يريدان فرقة … وهل يصبر الخل الودود عن الخل
عقيد المعالي بين كفيه والندى … مواثيق عقد لا تروع بالحل
ويبسم عن ثغر يبشر بالحيا … كما بشر البرق اليماني بالوبل
دعوه كمال الدين نعتا وإنه … لأولى بأوصاف الكمال من الكل
مناقبه بين الورى مستفيضة … إذا رويت لم تعتبر صحة النقل
وكيف بإنكار المساعي عريقة … يؤيدها من بعد ما كان من قبل
وما العلم إلا سيرة شهدت بها … أسانيدها أورد فرع إلى أصل
إذا الحجب عن قاضي القضاة ترفعت … سما لك كهل الرأي في المنصب الكهل
متى ارتجل الإيجاز في صدردسته … رأيت الخطاب الفصل في ذلك الفصل
وليس جزيل الحمد إلا لمن له … دقيق معاني العلم في المنطق الجزل
غريب العلى يفتن في مكرماته … إذا ما انقضى شكل بدا بك في شكل
وجدنا ابن عبد الله أندى من الحيا … وأعلى محلا منه في الزمن المحل
يبلغ ذا الآمال قاصية المنى … على ظهر ما يعلو من العزم أو يعلي
فطورا يباريه الرجاء على النوى … وطورا تناجيه المطالب في الرحل
إليك انتضى شوقي إليك عزيمة … هي النصل تحت الليل أو سلة النصل
إذا ما اقتضى الورد الصدى صدرت بنا … على غير مهل عن موارد كالمهل
ونهج كنهج النمل في غلس الدجى … سلكت وغمدي قرية من قرى النمل
سنا مرهف يقضي لدعوى مضائه … يمين المحامي عنه أو شاهد الفل
على سابح يطوي المدى بسنابك … لمستها فوق الصفا طاعة الرمل
سفيه الخطى حتى إذا جثم القطا … فلا عن أفاحيص الفلا لمم السبل
كأن القوافي راهنته بأنها … تباريه أو تتلو المقال على الفعل
على ماجد أمواله بيد الندى … فليس عليها من وكيل سوى البذل
أتت مستجيرات فهل من حمية … لهذا الكلام الحر في الزمن النذل
وأنت فشمس العدل حكما وحكمة … وظلم بنات الفكر عدل عن العدل
أبا الفضل كم لي في مساعيك مدحة … ألذ على الأفواه من ضرب النحل
ترى القوم فيها بين راو وسامع … كلا عاشقيها لدهر يكتب أو يملي
فريدة لفظ في فريد محاسن … فتلك بلا مثل وأنت بلا مثل