له من الرشأ الوسنان عيناه – ابن القيسراني

له من الرشأ الوسنان عيناه … ولي من الوجد أقصاه وأدناه

ما ضن ناظره عني بنظرته … إلا وأسقم الطرف أشقاء

بنفسي القمر المحجوب طلعته … عني وإن كان يهواني وأهواه

إذا عزمت على السلوان خادعني … بثغره فثنت عزمي ثناياه

يلومني الناس في وجدي بمبسمه … ظلما ولو عاينوا فاه لما فاهوا

قد كنت أعهده يهوى مواصلتي … يا ليت شعري من بالهجر أغراه

ولى هواه على قلبي فعذبه … وحكم السقم في جسمي فأضناه

وليلة بات ندماني مقبله … أسقى المدامة والكاسات أفواه

وأجتني الورد من أفنان وجنته … إذ لا يفارق ذاك الورد مجناه

عادت لعيني أحلام الكرى وسرى … طيف الخيال فحيا الله مسراه

يا صاح إن كنت صاحي القلب من كلف … فسل نسيم الصبا من أين مغداه

يا حبذا وافد الأشواق مبتكرا … يحي سلامك يا سلمى محياه

ما هب يحكي الخزامى طيب نفحته … إلا نسبت إلى رياك رياه

ولا رفعت إلى بدر الدجى نظري … إلا ذكرتك والأقمار أشباه

كيف السلو وما بالشام من سكن … يغنيك عن سكن بغداد مغناه