أهَاج البَرْقُ لَيْلَة أذْرِعاتٍ، – جرير

أهَاج البَرْقُ لَيْلَة أذْرِعاتٍ، … هوى ما تستطيعُ لهُ طلابا

فكَلّفْتُ النّواعِجَ كُلّ يَوْمٍ … مِنَ الجَوْزاءِ يَلتَهِبُ التِهابَا

يُذيبُ غُرُورَهنّ، ولَوْ يُصلَّى … حَديدُ الأقْولَينِ بهِ لَذابَا

و نضاح المقذَّ ترى المطايا … عَشِيّة َ خِمسِهِنّ لَهُ ذُنَابَى

نَعَبْنَا بجانِبَيْهِ المَشْيَ نَعْباً، … خَواضَعَ وَهوَ يَنسَلِبُ انسلابَا

بَعَثتُ إلَيكُمُ السّفَراءَ تَتْرى َ … فأمْسَى لا سَفِيرَ وَلا عِتَابَا

وَقَدْ وَقَعتْ قَوَارِعُها بتَيْمٍ … وَقد حَذّرْتُ لَوْ حَذرُوا العِقابَا

فَما لاقَيْتُ مَعذِرَة ً لِتَيمٍ، … و لا حلمَ ابنِ برزة َ مستثابا

لقَدْ كانْ ابنُ بَرْزَة َ في تَميمٍ … حقيقاً أنْ يجدعَ أو يعابا

أتشتمنيِ وما علمتْ تميمٌ … لتَيْمٍ غَيرَ حِلْفِهِمُ نِصابَا

أتمدحُ مالكاً وتركتَ تيماً … و قدْ كانوا همُ الغرضَ المصابا

و إذا عدَّ الكرام وجدتَ تيماً … نُخالَتَهُمْ، وَغٍيرَهُمُ اللُّبَابَا

أبُوكَ التّيْمُ لَيسَ بخِنْدِفّي … أرَابَ سَوَادُ لَونِكُمُ أرَابَا

تَرَى لِلّؤمِ بَينَ سِبَالِ تَيْمٍ، … و بينَ سوادِ أعينهمِ كتابا

عرفنا العارَ من سبأٍ لتيمٍ … وَفي صَنْعاءَ خَرزَهُمُ العِيَابَا

فأنْتَ على يَجُودَة َ مُسْتَذَلّ … و فيِ الحيَّ الذينَ علا لهابا

ألمْ ترَ أنَّ زيدَ مناة َ قرمٌ … قُرَاسِيَة ٌ نُذِلّ بهِ الصّعَابَا

أتكفرُ منْ يجيركَ يا بن تيمٍ … وَمَنْ تَرْعى بقَوْدهمُ السّحابَا

وما تَيْمٌ إلى سَلَفَيْ نِزارٍ … وما تَيْمٌ تَرَبّبَتِ الرِّبَابَا

وَمَا تَيْمٌ لضَبّة َ غَيرُ عَبْدٍ، … أطَاعَ القَوْدَ وَاتّبَعَ الجِنَابَا

وَما تَدْري حُوَيْزَة ُ مَا المَعَالي … و جاهمُ غيرَ أطرقهمُ العلابا

وَيَومَ بَني رَبيَعة َ قَدْ لحِقْنَا … وَذُدْنَا يَومَ ذي نَجَبٍ كِلابَا

وَيَوْمَ الحَوْفَزانِ، فأينَ تَيْمٌ … فتدعي يومَ ذلكَ أو تجابا

وَبِسْطامٌ سما لَهُمُ فَلاقَى … لُيُوثاً عِندَ أشْبُلِهَا غِضَابَا

فما تيمٌ غداة َ الحنوِ فينا … وَلا في الخَيْلِ يَوْمَ عَلَتْ إرَابَا

سَمَوْنَا بالفَوارِسِ مُلجِميهَا … مِنَ الغَوْرَينِ تَطّلِعُ النِّقَابَا

دخلنَُ حصونَ مذحجَ معلمات … و لمْ يتركنَ منْ صنعاءَ بابا

لَعَلّ الخيَلَ تَذْعَرُ سَرْحَ تَيْمٍ … و تعجلُ زبدَ أيسر أنْ يذاهبا