أهوى أراكَ برامتينِ وقودا – جرير

أهوى أراكَ برامتينِ وقودا … أمْ بالجنينة ِ منْ مدافعِ أودا

بَانَ الشّبَابُ فُوَدِّعَاهُ حَمِيدَا؛ … هلْ ما ترى خلقاً يعودُ جديدا

يا صَاحِبَيّ دَعَا المَلاَمَة َ وَاقصِدا … طالَ الهوى وأطلتما التفنيدا

إنّ التّذَكّرَ، فاعْذِلاني، أوْ دَعَا، … بلغَ العزاءَ وأدركَ المجلودا

لا يستطيعُ أخو الصبابة ِ أنْ يرى … حَجَراً أصَمّ، وَلا يكُونَ حَدِيدَا

أخَلَبْتِنَا، وَصَدَدْتِ، أُمَّ مُحَلِّمٍ، … أفتجمعينَ خلابة ً وصدودا

إنّي وَجَدَّكِ، لَوْ أرَدْتِ زِيادَة ً … في الحُبّ عِنْديَ ما وَجَدْتِ مزِيدَا

يا مَيّ وَيْحَكِ أنْجِزي المَوْعُودَا … وَارْعَى ْ بِذاكَ أمَانَة ً وَعُهُودَا

قالتْ نحاذرُ ذا شذاة ٍ باسلٍ … غيرانَ يزعمُ في السلامِ حدوداً

رمتِ الرماة ُ فامْ تصبكِ سهامهمْ … حَلَقاً يُداَلُ شَكُّهُ مَسْرُودَا

إنّا لَنَذْكُر ما يُقَالُ ضُحَى غَدٍ، … خَلَلَ الحِجالِ سَوَالِفاً وَخُدُودَا

و رجا العواذلُ أنْ يطعنَ ولمْ أزلْ … مِنْ حُبّكُمْ كَلِفَ الفُؤادِ عَمِيدَا

أصَرَمْتِ إذْ طَمِعَ الوُشاة ُ بصَرْمنا … صَبّاً لَعَمْرُكِ يا أُمَيْمَ وَدُودَا

و نرى كلامكِ لو ينالُ بغرة ٍ … وَدُنُوَّ دارِكِ، لَوْ عَلِمتِ خُلُودَا

إنْ كانَ دِهرُكِ ما يَقولُ حَسُودُنَا … فَلَقَدْ عَصَيْتُ عَوَاذِلاً وَحَسودَا

نامَ الخلى ُّ وما رقدتُ لحبكم … ليلَ التمامِ تقلباً وسهودا

وَإذا رَجَوْتُ بِأن يُقَرّبَكِ الهَوى َ … كانَ القريبُ لما رجوتُ بعيداً

ما ضرَّ أهلكِ أنْ يقولَ أميركمْ … قولاً لزائركِ الملمَّ سديدا

حَـّلأتِ ذَا سَقَمٍ يَرى َ لشِفَائِهِ … ورداً ويمنعُ أنْ يرومَ وروداً

أبنو قفيرة َ يبتغونَ سقاطنا … حُشِرَتْ وُجُوهُ بَني قُفَيرَة َ سُودَا

أخزى الإلهُ بي قفيرة َ إنهمْ … لا يَتّقُونَ، مِنَ الحَرَاِمِ، كَؤودَا

إني ابنُ حنظلة َ الحسانِ وجوههمْ … و الأعظمينَ مساعياً وجدودا

وَالأكْرَمِينَ مُرَكَّباً، إذْ رُكّبُوا، … و الأطيبينَ منَ الترابَ صعيدا

و لهمْ مجالسُ لا مجالسَ مثلها … حسباً يؤثلُ طارفاً وتليدا

إنّا إذَا قَرَعَ العَدُوُّ صَفَاتَنَا، … لاقَوْا لَنَا حَجَراً أصَمّ صَلُودَا

مَا مِثْلُ نَبْعَتِنَا أعَزُّ مُرَكباً، … وَأقَلُّ قَادِحَة ٌ، وَأصْلَبُ عُودَا

إنّا لَنَذْعَرُ، يا قُفَيْرَ، عَدُوَّنَا … بالخيلِ لاحقة َ الأياطيلِ قودا

كسَّ السنابك شزباً أقرابها … مِمّا أطَالَ غُزَاتُهَا التّقْوِيدَا

أجرى قلائدها وخددَ لحمها … ألاّ يَذُقْنَ مَعَ الشّكائِمِ عُودَا

و طوى الطرادُ معَ القيادُ بطونها … طَيَّ التّجَارِ بحَضْرَمَوْتَ بُرُودَا

جُرْداً مُعَاوِدَة َ الغِوَارِ سَوَابِحاً، … تدنى إذا قذفَ الشتاءُ جليدا

تسقى الصريحَ فما تذوقُ كرامة ً … حدَّ الشتاءِ لدى القبابِ مديدا

نحنُ الملوك إذا أتوا في أهلهمْ … و إذا لقيتَ بنا رأيتَ أسودا

اللاَّبسينَ لكلَّ يومِ حفيظة ٍ … حلقاً يداخلُ شكهُ مرودا

سائلْ ذوي يمنٍ وسائلهمْ بنا … في الأزْدِ إذْ نَدَبُوا لَنَا مَسْعُودَا

فأتاهمُ سبعونَ ألفَ مدججٍ … مُتَلَبِّسِينَ يَلامِقاً وَحَدِيدَا

قَوْمٌ تَرَى صَدَأ الحَديدِ عَلَيْهِمُ … و القبطريَّ منْ اليلامقِ سودا

أمْسَى الفَرَزْدقُ، يا نَوَارُ، كأنّهُ … قردٌ يحثُّ على َ الزناءِ قرودا

مَا كانَ يَشْهَدُ في المَجامعِ مَشهَداً … فيهِ صلاة ُ ذوي التقى مشهودا

وَلَقَدْ تَرَكْتُكَ يا فَرَزْدَقُ خاسَئاً … لَمّا كَبَوْتَ لَدَى الرّهانِ لَهِيدَا

وَنَكُرُّ مَحْمِيَة ً، وَتَمْنَعُ سَرْحَنَا … جُرْدٌ تَرَى لمُغَارِهَا أُخْدُودَا

نبني على سننِ العدو بيوتنا … لا نَسْتَجِيرُ، وَلا نَحُلّ حَرِيدَا

منا فوارسُ منعجٍ وفوارسٌ … شَدّوا وِثَاقَ الحَوْفَزَانِ بِأُودَا

فَلَرُبَّ جَبّارٍ قَصَرْنَا، عَنْوَة ً، … ملكٌ بجرُّ سلاسلاً وقيودا

و منازلُ الهرماسِ تحتَ لوائهِ … فَحَشَاهُ مُعْتَدِلَ القَنَاة ِ سَدِيدَا

و لقدْ جنبنا الخيلَ وهي شوازبٌ … مُتَسَرُبِلِينَ مُضَاعَفاً مَسْرُودَا

وِرْدَ القَطَا زمَراً تُبَادِرُ مَنْعِجاً، … أو منْ خوارجَ حايراً موروداً

و لقدْ حركنَ بلآآلِ كعبٍ عركة ً … بلوى جرادَ فلمْ يدعنَ عميدا

إلاّ قَتِيلاً قَدْ سَلَبْنَا بَزَّهُ، … تَقَعُ النّسُورُ عَلَيْهِ أوْ مَصْفُودَا

و أبرنَ منْ بكرٍ قبائلَ جمة ً … وَمِنَ الأرَاقِمِ قَدْ أبَرْنَ جُدودَا

وَبَني أبي بَكْرٍ وَطِئْنَ وَجَعفَراً، … وَبَني الوَحِيدِ فَما تَرَكْنَ وَحِيدَا

و لقدْ جريتَ فجئتَ أولَ سابقٍ … عندَ المواطنَ مبدياً ومعيدا

و جهدتَ جهدكَ يا فرزدقُ كلهُ … فنَزَعْتَ لا ظَفِراً وَلا مَحْمُودَا

إنّا وَإنْ رَغَمَتْ أُنُوفُ مُجَاشِعٍ … خيرٌ فوارسَ منهمُ ووفودا

نَسْرِي إذا سَرَتِ النّجُومُ وَشُبّهَتْ … بقراً ببرقة ِ عالجٍ مطرودا

قَبَحَ الإلَهُ مُجَاشِعاً، وَقُرَاهُمُ، … وَالمُوجِفَاتِ إذَا وَرَدْنَ زَرُودَا