أنْتَ لِلْمُسلِمينَ حِصْنٌ وحِرْزُ – ابن الخياط

أنْتَ لِلْمُسلِمينَ حِصْنٌ وحِرْزُ … وَلِراجِي نَداكَ ذُخْرٌ وَكَنْزُ

أبَداً ما تَزالُ عطْفاً عليهِمْ … ودِفاعاً عَنْهُمْ تَحُجُّ وَتَغْزُو

أصْبَحَتْ هذه الرعية ُ منْ عدْ … لِكَ فِي ظِلِّ نِعْمَة ٍ لا تُبَزُّ

سكنَتْ معْقِلاً منَ الأمنِ لا تُزْ … عَجُ يَوْماً بهِ وَلا تُسْتَفَزُّ

ما لَها منْ مُزِيلِ خطْبٍ ولا كا … شِفِ كرْبٍ سواكَ حِينَ تُلزُّ

فَهْيَ مِنْ بَعْدِ حَمْدِها اللَّه لا يُسْـ … ـمَعُ مِنْها بِغَيْرِ حَمْدِكَ رِزُّ

لا تَرى إنْ دعتْ إلى الله أولى … منْ دُعاءٍ تَبقى بهِ وتعِزُّ

ومعَ الرأفة ِ التي ألفَتْ منْـ … ـكَ ففي اللينِ شدَّة ٌ ومَهَزُّ

رُضْتَها لمْ تجُرْ مُقِيماً لميْلٍ … رُبَّما صَدَّعَ المُثَقَّفَ غَمْزُ

كَيْفَ يُبْطِي عَنْكَ الثَّناءُ وقَدْ أسْـ … ـرَعَ جُودٌ يحدوهُ حثٌّ وحفْزُ

غَرَّقَ السّائِلِينَ والنَّجْدَ غَوْرٌ … وحَمى العائذينَ والوهْدَ نَشْزُ

لا كَجُودٍ يُعيي ويُعْنِفُ إدْلا … ءٌ إلى جَفْرِهِ العمِيقِ ونهْزُ

ما رأَيْناكَ نابِياً عَنْ مَرامٍ … مُذْ هَزَزْناكَ والحُسامُ يُهَزُّ

لا وَلا غَيَّرَتْكَ عَنْ طِيبِ أعْرا … قِكَ هذي الخُطُوبُ والبَزُّ بَزُّ

فَمَنِ المُرْتَجى لِلَهْفَة ِ حُرٍّ … باتَ فِي صَدْرهِ مِنَ الهَمِّ وَخْزُ

يَتَحامَى الشَّكْوى إذا أعْلَنَ النَّجْـ … ـوى وحَسْبُ الكَرِيمِ لَمْحٌ ورَمْزُ

قَدْ نَحَتْ عَظْمِي الخُطُوبُ فَفِيهِ … بينَ جلْدِي والنَّحْضِ حزٌّ وجَزُّ

كيفَ يُغْضِي علَى النوائِبِ مُغْضٍ … ولأنْيابِهِنَّ نَهْشٌ ونَكْزُ

في زَمانٍ بهِ الرَّئيسُ وجِيهُ الـ … ـدَّولَة ِ الأوْحَدُ الأَجَلُّ الأعَزُّ

الذي بينَنا وبينَ الليالِي … أبداً منْ نداهُ حسْمٌ وحجْزُ

يا هُماماً ما شانهُ قطُّ لُؤْمٌ … يا غَماماً ما شابَهُ قَطَّ رِجْزُ

أنْتَ أحَميتَ مشرَبِي وهْوَ مطْرُو … قٌ وأغْزَرْتَ مَطلَبِي وهْوَ نَزُّ

أنتَ أنْهَضْتَنِي وقدْ خرِقَ الخَطْـ … ـبُ فَلَمْ يُغْنِ فِيهِ رَكْلٌ وَهَمْزُ

أنتَ ألبَسْتَنِي ملابِسَ نُعْمى … خَشِنٌ عندَهُنَّ خَزُّ وقَزُّ

قدْ هجَرْتُ الوَرى إليكَ ولمْ أظْـ … ـلمْ وَمَدْحِي سِواكَ لِلْمَدحِ وَهْزُ

لا تُقِلُّ الرِّكابُ رَحْلِي ولا يَحْـ … ـمِلُ رِجْلِي إلاّ لِقَصْدِكَ غَرْزُ

مُشْيُها القَهْقَرى إليْهِمْ وَإنْ أمَّـ … ـتْكَ يَوماً فالمَشْيُ وَثْبٌ وَجَمْزُ

وإذا البَحْرُ عنَّ لِي وهْوَ طامٍ … فقُعُودِي معَ الصَّدى عنْهُ عجْزُ

ليسَ أيامُكَ المُنِيرة ُ للأيـ … ـامِ إلاّ حُلًى تَزِينُ وَطَرْزُ

أنتَ أعْلى منْ كُلِّ ما يَنْسِبُ النّا … سِبُ مِنْ سُؤْدُدٍ إلَيْكَ ويَعْزُو