أنوك من عبد ومن عرسه – المتنبي

أنْوَكُ مِنْ عَبْدٍ وَمِنْ عِرْسِهِ … مَنْ حَكّمَ العَبدَ على نَفسِهِ

وَإنّمَا يُظْهِرُ تَحْكِيمُهُ … تَحَكُّمَ الإفْسَادِ في حِسّهِ

مَا مَنْ يَرَى أنّكَ في وَعْدِهِ … كَمَنْ يَرَى أنّكَ في حَبْسِهِ

لا يُنْجِزُ الميعادَ في يَوْمِهِ … ولا يَعي مَا قالَ في أمْسِهِ

وَإنّمَا تَحْتَالُ في جَذْبِهِ … كَأنّكَ المَلاّحُ في قَلْسِهِ

فَلا تَرَجَّ الخَيرَ عندَ امْرِىءٍ … مَرّتْ يَدُ النّخّاسِ في رَأسِهِ

وَإنْ عَرَاكَ الشّكُّ في نَفْسِهِ … بحَالِهِ فانْظُرْ إلى جِنْسِهِ

فَقَلّ ما يَلْؤمُ في ثَوْبِهِ … إلاّ الذي يَلْؤمُ في غِرْسِهِ

مَنْ وَجَدَ المَذْهَبَ عَنْ قَدْرِهِ … لم يَجِدِ المَذهَبَ عَن قَنْسِهِ