ألناس ما لم يروك أشباه – المتنبي
ألنّاسُ ما لم يَرَوْكَ أشْباهُ … والدّهْرُ لَفْظٌ وأنتَ مَعْناهُ
والجُودُ عَينٌ وأنْتَ ناظِرُها … والبأسُ باعٌ وأنتَ يُمْناهُ
أفْدي الذي كلُّ مَأزِقٍ حَرِجٍ … أغْبَرَ فُرْسانُهُ تَحَاماهُ
أعْلى قَنَاةِ الحُسَينِ أوْسَطُها … فيهِ وأعْلى الكَميّ رِجْلاهُ
تُنْشِدُ أثُوابُنا مَدائِحَهُ … بِألْسُنٍ ما لَهُنّ أفْواهُ
إذا مَرَرْنا على الأصَمّ بهَا … أغْنَتْهُ عَنْ مِسْمَعَيْهِ عَيْناهُ
سُبحانَ مَن خارَ للكَواكِبِ بالـ … ـبُعْدِ ولَوْ نُلْنَ كُنّ جَدواهُ
لَوْ كانَ ضَوْءُ الشّموسِ في يَده … لَصاعَهُ جُودُهُ وأفْنَاهُ
يا راحِلاً كُلُّ مَنْ يُوَدّعُهُ … مُوَدِّعٌ دينَهُ ودُنْيَاهُ
إنْ كانَ فيما نَراهُ مِنْ كَرَمٍ … فيكَ مَزيدٌ فَزادَكَ الله