أنا ابن خندف والحامي حقيقتها – الفرزدق

أنا ابنُ خِنْدِفَ وَالحَامي حَقِيقَتَها … قد جَعلوا في يديّ الشّمسَ وَالقَمَرَا

ولَوْ نَفَرْتَ بقَيْسٍ لاحتَقَرْتُهُمُ، … إلى تَمِيمٍ تَقُودُ الخَيْلَ وَالعَكَرَا

وَفِيهِمِ مائَتَا ألْفٍ فَوَارِسُهُمْ، … وَحَرْشَفٌ كجُشاء الليل إذ زَخَرَا

كَانُوا إذاً لِتَمِيمٍ لُقْمَةً ذَهَبَتْ … في ذي بَلاعِيمَ لَهّامٍ، إذا فَغَرَا

باتَ تَميمٌ وَهُمْ في بَعْضِ أوْعِيَةٍ … مِنْ بَطْنِهِ قَدْ تَعَشّاهُمْ وَما شعرَا

يا أيّهَا النّابِحُ العَاوِي لِشِقْوَتِهِ … إليّ أُخْبِرْكَ عَمّا تَجهَلُ الخَبَرَا

بأنّ حَيّاتِ قَيْسٍ، إنْ دَلَفْتَ بها، … حَيّاتُ مَاءٍ سَتَلْقَى الحَيّةَ الذَّكرَا

أصَمَّ لا تَقْرَبُ الحَيّاتُ هَضْبَتَهُ، … وَلَيْسَ حَيٌّ لَهُ عاشٍ يَرَى أثَرَا

يا قَيْسَ عَيْلانَ إني كُنتُ قلتُ لكمْ … يا قيسَ عَيلانَ أن لا تُسرِعوا الضّجَرا

إني مَتى أهْجُ قَوْماً لا أدَعْ لَهُمُ … سَمعاً إذا استَمعوا صَوْتي وَلا بَصَرَا

يَا غَطَفَانُ دي مَرْعَى مُهَنّأةٍ … تُعدي الصّحاحَ إذا ما عَرُّها انتشَرَا

لاَ يُبْرىءُ القَطِرَانُ المَحْضُ ناشِرَها … إذا تصَعَّدَ في الأعْتَاقِ واسْتَعَرَا

لَوْ لمْ تَكُنْ غَطَفانٌ لا ذُنُوبَ لهَا … إليّ لامَ ذَوُو أحْلامِهِمْ عُمَرَا

مِما تَشَجّعَ مِنّي حِينَ هَجْهَجَ بي … مِنْ بَينِ مَغرِبها وَالقَرْنِ إذْ فَطرَا

إنْ تَمنَعِ التّمْرَ مِنْ رَازَانَ مائِرَنا … فَلَسْتَ مانعَ جُلّ الحَيّ من هَجَرَا

قَد كنتُ أنذرْتكُمْ حَرْبي إذا استعرَتْ … نيرَانُها هيَ نَار تَقْذفُ الشّرَرَا

قُبْحاً لنارِكُمُ وَالقِدْرِ إذْ نُصِبَتْ … على الأثافي وَضَوْءُ الصّبْحِ قد جَشَرَا

لَوْ كانَ يَعلَمُ مَا أنْتُمْ مُجاوِرُكُم … لما أنَاخَ، إلى أحفاشِكُمْ، سَحَرَا