أمسى فؤادكَ عندَ الحيَّ مرهونا – جرير
أمسى فؤادكَ عندَ الحيَّ مرهونا … وَأصْبَحُوا مِنْ قَرِيِّ الخَيلِ غادِينَا
قادتهمُ نية ٌ للبينِ شاطنة ٌ … يا حَبّ للبَينِ، إذْ حلّتْ بِهِ، بِينَا
قَدْ كانَ قَلبُكَ لِلأُلاّفِ ذا طَرَبٍ … صبا يكلفُ جيراناً مظاعينا
إنْ تلقها في اعتلالٍ ترضَ علتها … أوْ زينتْ زادها في العينِ تزينا
مالَتْ كمَيْلِ النَّقا لَيستْ إذا جُلِيَتْ … منْ رضعِ تيمٍ ينطقنَ البواسينا
ينهى العواذلَ يأسٌ منْ ملامتنا … و العيسُ عرضَ الفجاجِ الغبرِ يخدينا
تخالهنَّ نعاماً هاجهُ فزعٌ … أوْ زنبرياً زهتهُ الريحُ مشحونا
يلقى صراريهُ والموجُ ذو حدبٍ … يَلْقُونَ بِزّتَهُمْ إلاّ التْبَابِينَا
كأنَّ حاديها لما أضربها … بازٍ يصعصعُ بالسهبا قطاً جونا
لَمْا أتَيْنَ عَلى حَطّابَتَيْ يَسَرٍ، … أبدى الهوى منْ ضميرِ القلبِ مكنونا
وَشَبّهَ القَوْمُ أطْلالاً، بأسْنمَة ٍ، … ريشَ الحمامِ فزدنَ القلبَ تحزينا
دارٌ يُجَدِّدُها تَهْطالُ مُدْجِنَة ٍ، … بالقَطْرِ حِيناً وَتَمحُوها الصَّبا حِينَا
قدْ بُدِّلتْ ساكنَ الآرَامِ بَعدَهُمُ، … وَالبَاقِرَ الخُنْسَ يَبْحَثْنَ المَآرِينَا
إنْ يَلْتَمِسْ عَبْدُ تَيْمٍ في مُرَافعتي … رِيحاً فَقَدْ أصْبَحَ التّيميُّ مَغْبُونَا
لاقَى قَنَاتيَ مِضْرَاراً عَشَوْزَنَة ً، … لمْ يلقَ في متنها وصماً ولا لينا
يا تَيْمُ، إنّ تَمِيماً لَنْ تَزِيدَكُمُ … إلاّ الهَوَانَ، فَأيَّ الخَيرِ تَبْغُونَا
لمْ تشكروا نمراً إذْ فككمْ نمرٌ … و ابنا قريعٍ منَ الحي اليمانينا
تدعوكَ تيمٌ وتيمٌ في قرى سبأٍ … و التيمُ يومئذٍ فيهمْ ولا فينا
لولا تميمٌ وكرُّ الخيلِ ضاحية ً … يا تَيمُ لمْ تَعرِفُوا أنْقَاءَ وَهبِينَا
بو سرتَ تبغي ثر قومٍ ذوي حسبٍ … لَمْ تَلْقَ للتَيْمِ أحْسَاباً وَلا دِينَا
تلقى أخا التيمِ مخضراً جحافلهُ … مُعَذَّراً بعِذارِ اللّؤمِ، مَرْسُونَا