ألمَّا على قصرِ الخليفة ِ فانظُرا – ابن عبد ربه

ألمَّا على قصرِ الخليفة ِ فانظُرا … إلى مُنية ٍ زهراءَ شيدتْ لأزهرا

مُزَوَّقة ٍ تستودعُ النجمَ سرَّها … فتحسَبُهُ يُصغي إليها لتُخبَرا

هيَ الزهرة ُ البيضاءُ في الأرضِ أُلبستْ … لها الزهرة ُ الحمراءُ في الجوِّ مِغْفَرا

يودُّ وداداً كلُّ عضوٍ ومِفصلٍ … لمبصرُها لو أنَّه كان أبصرا

بناءٌ إذا ما الليلُ حلَّ قِناعَهُ … بَدا الصُّبحُ من أَعرافِه الشمِّ مُسْفِرا

تعالى عُلُوّاً فاتَ عن كلِّ واصفٍ … إذا أكثَروا في وصفِه كان أكثَرا

ترى المنية َ البيضاءَ في كلِّ شارقٍ … تلبَّسُ وجهَ الشمس ثَوباً مُعصفرا

إذا سَدَلتْ سِتراً على كلِّ كوكبٍ … كبا نورُه من نورِها فتستَّرا

فإن عذرتْ شمسُ الضُّحى في نجومِها … على الجوِّ كان القصرُ في الشمس أعذرا

ودونَكَ فانظرْ، هل تَرى من تفاوُتٍ … به أو رأتْ عيناكَ أحسنَ منظرا 

ترى السَّوسنَ المُنآدَ بينَ رِياضِها … تلألأُ حسناً في بهارٍ تَدنَّرا

توشَّحنَ من هذا اليمانيِّ مِثْلما … تأزَّرْنَ من ذاكَ المَلاءِ المُزَعْفرا

بموشيَّة ٍ يُهدى إليها نسيمُها … على مفرقِ الأرواحِ مسكاً وعَنبرا

سِداوَتُها من ناصعِ اللونِ أبيضٍ … ولُحمتُها من فاقعِ اللونِ أصفرا

تُلاحظُ لحظاً من عيونٍ ، كأنها … فُصوصٌ من الياقوتِ كُلِّلْنَ جَوهَرا

تَفكَّهْ أمينَ الله وابنَ أمينهِ … بجنَّة ِ دُنيا رائحاً ومُبكِّرا

إمامَ الهُدى لا زلتَ في ظلِّ حَبْرة ٍ … ولا زلتُ أكسوكَ الثناءَ المحبَّرا