ألا حيَّ الديارَ بسعدْ إنيَّ – جرير
ألا حيَّ الديارَ بسعدْ إنيَّ … أُحِبّ لحِبّ فاطِمَة َ الدّيَارَا
أرَادَ الظّاعِنُونَ لِيُحْزِنُوني، … فهاجوا صدعَ قلبي فاستطارا
لقدْ فاضتْ دموعكَ يومَ قوٍّ … لَبْينٍ كانَ حاجَتُهُ ادّكَارَا
أبِيتُ اللّيلَ أرْقُبُ كُلَّ نَجْمٍ … تَعَرّضَ حَيثُ أنجَدَ ثمّ غَارَا
يَحِنّ فُؤادُهُ وَالعَينُ تَلْقَى … منَ العبراتِ جولاً وانحدارا
إذا ما حَلّ أهْلُكِ يا سُلَيْمَى … بدارة ِ صلصلٍ شحطوا المزارا
فَيَدْعُونَا الفُؤادُ إلى هَوَاهَا … و يكرهُ أهلُ جهمة َ أنْ تزارا
كأنَّ مجاشعاً نخباتُ نيبٍ … هبطنَ الهرمَ أسفلَ منْ سرارا
إذا حَلّوا زَرُودَ بَنَوْا عَلَيْهَا … بيوتَ الذلَّ والعمدَ القصارا
تسيلُ عليهمُ شعبُ المخازي … و قدْ كانوا لنسوأتها قرارا
وَهَلْ كانَ الفَرَزْدَقُ غَيرَ قِرْدٍ … أصابتهُ الصواعقُ فاستدارا
و كنتَ إذا حللتَ بدارِ قومٍ … رَحَلْتَ بِخِزْيَة ٍ وَتَرَكْتَ عَارَا
تزوجتمُ نوارَ ولمْ تريدوا … لِيُدْرِكَ ثَائِرٌ بِأبي نَوَارَا
فديتكَ يا فرزدقُ دينُ ليلى … نزورَ القينَ حجا واعتمارا
فظلَّ القينُ بعدَ نكاحِ ليلى … يطيرُ على َ سبالكمُ الشرارا
مَرَيتُمْ حَرْبَنَا لَكُمُ فَدَرّتْ … بذي علقٍ فأبطأتِ الغرار
ألمْ أكُ قدْ نهيتُ على حفيرٍ … بني قرطٍ وعلجهمُ شقارا
سأرهنُ يا بنَ حادجة َ الروايا … لَكُمْ مَدَّ الأعِنّة ِ وَالحِضَارَا
يَرَى المُتَعَبِّدونَ عَلَيّ، دوني، … حياضَ الموتِ واللججَ الغمارا
ألَسْنَا نَحْنُ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدُّ … غَداة َ الرَّوْعِ أجْدَرَ أنْ نَغَارَا
و أضربَ بالسيوفِ إذا تلاقتْ … هَوَادي الخيْلِ صَادِيَة ً حِرَارَا
و أطعنَ حينَ تختلفُ العوالي … بِمَأزُولٍ إذا ما النّقْعُ ثَارَا
و أحمدَ في القرى وأعزَّ نصراً … و أمنعَ جانباً وأعزَّ جارا
غضبنا يومَ طخفة َ قدْ علمتمْ … فصفدنا الملوكَ بها اعتسارا
فوارسنا عتيبة ُ وابنَ سعدٍ … و فؤادُ المقانبِ حيثُ سارا
و منا المعقلانِ وعبدُ قيسٍ … و فارسنا الذي منعَ الذمارا
فَمَا تَرْجُو النّجُومَ بَنُو عِقَالٍ … و لا القمرَ المنيرَ إذا استنارا
و نحنُ الموقدونَ بكلَّ ثغرٍ … يخافُ بهِ العدوُّ عليكَ نارا
أتَنْسَوْنَ الزُّبَيرَ وَرَهْنَ عَوْفٍ … و عوفاً حينَ عزكمُ فجارا