ألاَ تصحو وتقصرُ عنْ صبكا – جرير
ألاَ تصحو وتقصرُ عنْ صبكا … و هذا الشيبُ أصبحَ قدْ علاكا
أمِنْ دِمِنٍ، بَلِينَ بِبَطْنِ قَوٍّ، … بَكَيْتَ لهَا، وَشَجْوٌ ما بَكَاكَا
تَبَاعَدُ مِنْ وِصَالِكَ أيَّ بُعْدٍ، … وَلَوْ تَدْنُو قَتَلْتَ بهَا هَوَاكَا
إذا ما جردتْ فنقا كثيبٍ … و في القرى هيكلة ٍ ضناكا
ألا يَا حَبّذا جَرَعَاتُ قَوٍّ، … وَحَيْثُ يُقَابِلُ الأثَلُ الأرَاكَا
وَقَدْ لاحَ المَشيبُ، فَمَا أرَاهُ … عداكَ وقدْ صبوتَ ولا نهاكا
فَلَيْتَكَ قَدْ قَضَيْتَ بِذاتِ عِرْق … وَمِنْ نَجْدٍ وَسَاكِنِهِ مُنَاكَا
تُذَادُ عَنِ المَشارِعِ، كُلَّ يَوْمٍ، … وَوَرْدُكَ لِوْ وَرَدْتَ بهِ كَفَاكَا
أتَهْوَى مَنْ دَعَاكَ لِطُولِ شَجْوٍ؛ … و منْ أضنى فؤادكَ إذْ دعاكا
فكيفَ بمنْ أصابَ فؤادَ صبٍّ … بذلكَ لو يشاءُ لقدْ شفاكا
و قدْ كانتْ قفيرة ُ ذاتَ قرنٍ … ترى في زيغِ أكعبها أصطكاكا
أتَفْخَرُ بالحُبَى ، وَخَزِيتَ فيها … وَقَبلَ اليَوْمِ، ما فُضِحتْ حُبَاكَا
قد انبعثَ الأخيطلُ غبر فانٍ … و لا غمرٍ وقدْ بلغَ احتناكا
و ما قرأ المفصلَ تغلبيٌّ … وَلا مَسّ الطَّهُورَ وَلا السّوَاكَا
و لا عرفوا مواقفَ يومِ جمعِ … و لا حوضَ السقاية ِ والأراكا
أيوعِدُني الأخَيْطِلُ مِنْ بَعِيدٍ، … وَقَدْ لاقَى أسِنّتَنَا شِبَاكَا
رويدَ الجهلِ انَّ لنا بناءً … إذا مَا رُمْتَهُ قَصُرَتْ يَدَاكَا
تَعَلّمْ إنّ أصْليَ خِنْدِفيُّ، … ستعلمُ مبتنايَ ومبتناكا
لَنَا البَدْرُ المُنِيرُ، وَكُلُّ نَجْمٍ، … وَلا بَدْراً تَعدّ، وَلا سِمَاكَا
و انكَ لو تصعدُ في جبالي … تَبَاعَدَ، مِنْ نُزُولِكَ، مُرْتَقاكَا
تلاقي العِيصَ، ذا الشَّبَوَاتِ دُوني … وَوِرْدَ الخَيْلِ تَعْتَرِك اعْتِرَاكَا
وَحَيّاً، يُقْرَبُونَ بَنَاتِ قَيْدٍ، … بهَا مَنَعُوا المُلَيْحَة َ وَاللُّكَاكَا
إذا ما عُدّ فَضْلُ حَصَى تَميمٍ، … تَحاقَرَ، حينَ تَجْمَعُهُ، حَصَاكَا
حمتْ قيسٌ بدجلة َ عسكريها … فأنهبَ يومَ دجلة َ عسكراكا
همُ حدروكَ منْ نجدٍ فأمستْ … معَ الخنزيرِ قاصية ً نواكا
تكفرُ باليدينِ إذا التقينا … و تلقى منْ مخافتنا عصاكا
عطاءُ اللهِ تكرمة ً وفضلاً … بسخطك ليسَ ذلكَ عنْ رضاكا
رَشَتْكَ مُجاشِعٍ سَكَراً بفَلْسٍ، … فَلا يَهْنِيكَ رِشْوَة ُ مَنْ رَشَاكَا
ألَيْسَ الله فَضّلَ سَعْيَ قَوْمٍ، … هداهمْ للصراطِ وما هداكا
تكفرُ باليدينِ إذا التقينا … و أدَّ الى َ خليفتنا جزاكا
أتَزعُمُ ذا المَنَاخِرِ كانَ سبْطاً … يَهُودِيّاً، وَنَزْعُمُهُ أبَاكَا