أقادكَ بالمقادِ هوى عجيبٌ – جرير

أقادكَ بالمقادِ هوى عجيبٌ … وَلَجَّتْ في مُباعَدَة ٍ غَضُوبُ

أكلَّ الدهرْ يؤيسُ منْ رجالكم … عدوٌّ عندَ بابكِ أو رقيبُ

و كيفَ ولا عداتكِ ناجزاتٌ … و لا مرجوُّ نائلكمْ قريبُ

فَلا يُنْسى َ سَلامُكُمُ عَلَيْنَا … و لا كفٌّ أشرتِ بها خضيبُ

مع الهجرانِ قطعَ كلَّ وصل … هوى متباعدٌ ونوى شعوبُ

لقد بعثَ المهاجرَ أهلُ عدلٍ … بعهدٍ تطمنُّ بهِ القلوبُ

تَنَجّبَكَ الخَليفَة ُ غَيَر شَكٍّ … فساس الأمرَ منتجبٌ نجيبُ

يُنَكَّلُ بالمُهاجِرِ كُلُّ رعاص، … وَيُدْعى َ في هَواكَ فيَستَجيبُ

فحكمكَ يا مهاجرُ حكمُ عدلٍ … و لو كرهَ المنافقُ والمريبُ

إذا مَرِضتْ قُلوبُهُمُ شَفاهُمْ … نطاسيٌّ بدائهمْ طبيبُ

يقولُ لنا علانية ً فترضى … وَفي النّجوَى أخُو ثِقَة ٍ أرِيبُ

يُقَصَّرُ دونَ باعِكَ كُلُّ باعٍ … و يحصر دونَ خطبتكَ الخطيبُ

و ندعو أن تصاحبَ كلَّ مجرٍ … و ندعو بالايابِ إذا تؤوبُ

كَأنّ البَدْرَ تَحْمِلُهُ المَهَارَى … غَوارِبُهُنّ وَالصّفحاتُ شِيبُ

يخالجنَ الأزمة َ لا قلاصٌ … و لا شهبٌ مشافرهنَّ نيبُ

لَقَدْ جاوَزْتَ مكْرُمَة ً وَعِزّاً، … فلا مقصى المحل ولا غريبُ

تبينَ حينَ تجتمعُ النواصي … علينا منْ كرامتكمْ نصيبُ

أبَيْتُ فَلا أُحبّ لكُمْ عَدُوّاً، … وَلا أنَا في عدُوّكُمُ حَبيبُ

بَنُو البَزَرَى فَوارِسُ غيرُ مِيلٍ، … إذا ما الحربُ ثارَ لها عكوبُ