أرقَ العيونُ فنومهنَّ غرارُ – جرير

أرقَ العيونُ فنومهنَّ غرارُ … إذ لا يساعفُ منَ هواكَ مزارُ

هلْ تبصرُ النقوينِ دونَ مخفقٍ … أمْ هلْ بدتَ لكَ بالجنينة ِ نارُ

طَرَقَتْ جُعادَة ُ وَاليَمامَة ُ دونَها … رَكْباً، تُرَجَّمُ دونَها الأخْبَار

لوْ زرتنا لرأيتَ حولَ رحالنا … مثلَ الحنيَّ أملها الأسفارُ

نَزَعَ النّجائِبَ سَموَة ٌ من شَدْقَمٍ، … وَالأرْحَبِيُّ، وَجَدُّهَا النَّطّار

وَالعِيسُ يَهْجُمُهَا الهَجِيرُ كَأنّمَا … يَغْشى َ المَغَابِنَ وَالذّفَارِيَ قَار

أني تحنُّ إلى الموقرَّ بعدَ ما … فَنيَ العَرَائِكُ، وَالقَصَائِدُ رَار

و العيسُ تسحجها الرحال اليكمُ … حتى تعرقَ نفيها الأكوارُ

أمستْ زيارتنا عليمَ بعيدة ً … فَسَقى بِلادَكِ دِيَمة ٌ مِدرَار

تُرْوِي الأجَارِعَ وَالأعَازِلَ كُلَّهَا، … و النعفَ حيثُ تقابلَ الأحجار

هلْ حلتِ الوداءُ بعدَ محلنا … أوْ أبْكُرُ البَكَرَاتِ أوْ تِعْشَارُ

أوْ شُبْرُمَانُ يَهِيجُ مِنْكَ صَبَابَة ً، … لَمّا تَبَدّلَ سَاكِنٌ وَدِيَارُ

و عرفتُ منصبَ الخيامِ على بلى … و عرفتُ حيثُ تربطُ الأمهارُ

علقتها إنسية ً وحشية ً … عصماءَ لوْ خضعَ الحديثُ نوار

فَتَرَى مَشارِبَ حَوْلَها حَرَمُ الحِمى … و الشربُ يمنعُ والقلوبُ حرار

قد رابني ولمثلُ ذاكَ يربيني … للغَانِيَاتِ تَجَهّمٌ وَنِفَارُ

وَلَقَدْ رَأيْتُكَ وَالقَنَاة ُ قَوِيمَة ٌ، … إذْ لمْ يَشِبْ لَكَ مِسحَلٌ وَعِذَارُ

وَالدّهْرُ بَدّلَ شَيْبَة ً وَتَحَنّياً؛ … وَالدّهْرُ ذُو غِيَرٍ، لَهُ أطْوَارُ

ذهبَ الصبا ونسينَ إذْ أيامنا … بالجهلتينِ وبالرغامِ قصارُ

مطلَ اليدونُ فلا يزالُ مطالبٌ … يرجو القضاءَ وما وعدنَ ضمارُ

يا كعبُ قدْ ملأَ القبورَ مهابة ً … مَلِكٌ تَقَطَّعُ دُونَهُ الأبْصَارُ

هلْ مثلُ حاجتنا اليكمْ حاجة ٌ … أوْ مِثْلُ جَارِي بِالمُوَقَّرِ جَارُ

حِلْماً وَمَكْرُمَة ً وَسَيْباً وَاسِعاً، … وَرَوَافِدٌ حُلِبَتْ إلَيْكَ غِزَارُ

بَدْرٌ عَلا فَأنَارَ، لَيْسَ بآفِلٍ، … نُورُ البَرِيّة ِ مَا لَهُ اسْتِسْرَارُ

لَمّا مَلَكْتَ عَصَا الخِلافَة ِ بَيّنَتْ، … للطّالِبِينَ، شَمَائِلٌ وَنِجَارُ

ساسَ الخِلافَة َ حِينَ قامَ بحَقّهَا، … و حمى الذمارَ فما يضاعُ ذمارُ

وَيَزِيدُ قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أنّهُ … غَمْرُ البُحُورِ إلى العُلَى ، سَوّارُ

و عروقُ نبعتكمْ لها طيبُ الثرى … وَالفَرْعُ لاجَعْدٌ وَلا خَوّارُ

إنّ الخَليفَة َ لليَتَامى َ عِصْمَة ٌ، … وَأبُو العِيَالِ يَشُفّهُ الإقْتَارُ

صَلّى القَبائلُ مِنْ قُرَيشٍ كُلُّهُمْ، … بالموسمينْ عليكَ والأنصارُ

تَرْضى َ قُضَاعَة ُ ما قضَيتَ وَسَلّمتْ، … لرضى ً بحكمكَ حميرٌ ونزارُ

قيسٌ يرونكَ ما حيتَ لهمْ حياً … وَلآلِ خِندِفَ مُلْكُكَ اسِتِبْشارُ

و لقدْ جريتَ فما أمامكَ سابقٌ … و على َ الجوالبِ كبوة ٌ وغبار

آلُ المهلبِ فرطوا في دينهم … وَطَغَوْا كَمَا فَعَلَتْ ثَمُودُ فبارُوا

إنّ الخِلافَة َ يا ابنَ دَحْمَة َ دُونَها … لُجَجٌ تَضِيقُ بها الصّدورُ غِمَارُ

هلْ تذكرونَ إذا الحساسُ طعامكْ … وَإذِ الصَّغاوَة ُ أرْضُكُمْ وَصحَارُ

رَقَصَتْ نِسَاءُ بَني المُهَلّبِ عَنْوَة ً … رَقْصَ الرّئَالِ وَمَا لَهُنّ خِمَارُ

لَمّا أتَوْكَ مُصَفَّدِينَ أذِلّة ً، … شفى النفوسُ وأدركَ الأوتارُ