أجِدكَ لا يَصْحُو الفُؤادُ المُعَلَّلُ، – جرير

أجِدكَ لا يَصْحُو الفُؤادُ المُعَلَّلُ، … وَقد لاحَ من شَيبٍ عِذارٌ وَمِسحَلُ

ألاَ ليتَ أنَّ الظاعنينَ بذي الغضا … أقاموا وبعضَ الآخرينَ تحملوا

فَيَوْماً يُجارِينَ الهوَى ، غيرَ ما صِباً؛ … و يوماً ترى َ منهنَّ غولاً تغولُ

ألا أيّها الوَادي الذي بَانَ أهْلُهُ، … فساكنُ مغناهمْ حمامٌ ودخل

فمنْ راقبَ الجوزاءَ أوْ باتَ ليلهُ … طويلاً فليلي بالمجازة ِ أطول

بَكَى دَوْبَلٌ، لا يَرْفأُ الله دَمَعَهُ، … ألا إنّمَا يَبكي منَ الذّلّ دَوْبَلُ

جزعتَ ابنَ ذاتِ الفلسِ لما تداركتْ … منَ الحربِ أنيابٌ عليكَ وكلكل

فإنّكَ وَالجَحَافَ يَوْمَ تَحُضّهُ … أرَدْتَ بذاكِ المُكْثَ وَالوِرْدُ أعجلُ

سرى نحوكمْ ليلٌ كأنَّ نجومهُ … قَناديلُ، فيهِنّ الذُّبَالُ المُفَتَّلُ

فما انشقَّ ضوءُ الصبحِ حتى َّ تعرفوا … كراديسَ يهديهنَّ وردٌ مجلَّ

فقدْ قذفتْ منْ حربِ قيسِ نساؤكمْ … بأوْلادِها، مِنْها تَمَامٌ وَمُعْجَلُ

وَمَقْتُولَة ٌ صَبراً تَرَى عِندَ رِجلِها … بَقِيراً وَأُخْرَى ذاتُ بَعْلٍ تُولْوِلُ

وَقَدْ قَتَلَ الجَحّافُ أوْلادَ نِسْوَة ٍ، … يَسُوقُ ابنُ خَلاّسٍ بهنّ وَعَزْهَلُ

تقولُ لكَ الثكلى المصابُ حليلها … أبا مالِكٍ مَا في الظّعائِنِ مَغْزَلُ

حَضَضْتُ على القَوْمِ الذينَ تَرَكتَهم … تَعُلّ الرُّدَيْنِيّاتُ فيهِمْ وَتَنْهَلُ

عقابُ المنايا تستديرُ عليهمُ … و شعثُ النواصي لجمهنَّ تصلصل

بدجلة َ إنْ كروا فقيسٌ وراءهمْ … صفوفاً وإنْ رامو المخاضة َ أو حلوا

و ما زالتِ القتلى تمورُ دماؤها … بدجلة َ حتى ماءُ دجلة َ أشكلَ

فالاَّ تعلق منْ قريشٍ بذمة ٍ … فليسَ على أسْيافِ قَيسٍ مُعَوَّلُ

لَنا الفَضْلُ في الدّنيا وَأنْفُكَ رَاغمٌ، … و نحنُ لكمْ يومَ القيامة ِ أفضل

و قدْ شققتْ يومَ الرحوبِ سيوفنا … عواتقَ لمْ يثبتْ عليهنََّ محملُ

أجارَ بَنُو مَرْوَانَ مِنْهُمْ دِماءكُمْ، … فمنْ منْ بني مروانَ أعلاَ وأفضلُ