أتَنسَى يَوْمَ حَوْمَلَ وَالدَّخولِ، – جرير

أتَنسَى يَوْمَ حَوْمَلَ وَالدَّخولِ، … و موقفنا على َ الطللِ المحيلِ

و قالتْ قدْ نحلتَ وشبتَ بعدي … بحَقّ الشّيْبِ بَعدَكِ وَالنّحُولِ

كانَّ الراحَ شعشعَ في زجاجٍ … بمَاء المُزْنِ في رَصَفٍ ظَلِيلِ

يقولُ لكِ الخليلُ أبا فراسٍ … لحَى الله الفَرَزْدَقَ مِنْ خَليلِ

خَرَجتَ من العرَاقِ وَأنتَ رِجسٌ … تَلَبَّسُ في الظّلالِ ثِيابَ غُولِ

وَمَا يَخْفَى عَلَيكَ شَرَابُ حَدٍّ … و لا ورهاءُ غائبة ُ الحليل

إذا دخلَ المدينة َ فارجموهَ … وَلا تُدْنُوهُ مِنْ جَدَثِ الرّسولِ

لَقَدْ عَلِمَ الفَرَزْدَقُ أنّ تَيْماً … على شربٍ إذا نهلوا وبيلِ

لَنَا السَّلَفُ المُقَدَّمُ يا ابنَ تَيْمٍ … إذا ما ضاقَ مطلعُ السبيلِ

وَأفْخَرُ بِالقَماقِمِ مِنْ تَمِيمٍ، … وَتَفْخَرُ بالخَبيِثِ، وَبالقَليلِ

فلَنْ تَسطيعَ يا ابنَ دَعيّ تَيْمٍ، … على دَحضٍ، مُزَاحَمَة َ القُيُولِ

كَأنّ التّيْمَ، وَسْطَ بَني تَميمٍ، … خصيٌّ بينَ أحصنة ٍ فحولِ

أعبدَ التيمِ إنَّ تميمٍ … تَلَبَّسَ فِيهِمُ أجَمي وَغِيلي

وَإنّي قَدْ رَمَيتُكَ مِنْ تَمِيمٍ … بعبءٍ لا تقومُ لهُ ثقيلِ

فَرَغْتُ مِنَ القُيُونِ وَعَضَّ تَيماً … فِرِنْدُ الوَقْعِ لَيسَ بذي فُلُولِ

وَقُلْتُ نَصَاحَة ً لِبَني عَدِيٍّ: … ثِيابَكُمُ وَنَضْحُ دَمِ القَتِيلِ

اعبتَ فوارساً رجعوا بتيمٍ … و ركضهمُ مبادرة َ الأصيلِ

فردَّ المردفاتِ بناتِ تيمٍ … ليْربُوعٍ فَوَارِسُ غَيرُ مِيلِ

تَدارَكْنَا عُيَيْنَة َ وَابنَ شَمْخٍ، … وَقَدْ مَرّا بهِنّ عَلى حَقِيلِ

رَأوْا قُعْسَ الظّهُورِ بَناتِ تَيْمٍ … تكشفُ عنْ علاهبة ٍ رعولِ

لقد خاقتْ بحوري أصلَ تيمٍ … فَقَد غَرِقُوا بمُنتَطِحِ السّيولِ

قَرَنْتَ أبَا اللّئَامِ، أباكَ تَيْماً، … بأدفي في مناكبهِ صؤولِ

بزيدِ مناة َ يحطمُ كلَّ عظمٍ … بوازلهُ وزدنَ على البزولٍ

عَلا تَيْماً فَدَقّ رِقابَ تَيْمٍ، … ثقيلُ الوطءِ ذو جرزٍ نبيلِ

لَقِيتَ لَنَا حَوَاميَ رَاسِيَاتٍ، … و جولاً يرتمي بكَ بعدجولِ

كَأنّ التّيْمَ إذْ فَخَرَتْ بسَعدٍ … إماءُ الحيَّ تفخرُ بالحمولِ

ترى التميَّ يزحفُ كالقرنبيَ … إلى تَيْمِيّة ٍ، كَعَصَا المَلِيلِ

إذا كَشَرَتْ إلَيْهِ يَقُولُ: بَلوَى … بلا حَسَنٍ كَشَرْتِ وَلا جَميلِ

تَشِينُ الزّعْفَرَانَ عَرُوسُ تَيْمٍ … وَتَمْشِي مِشيَة َ الجُعَلِ الزَّحولِ

يَقُولُ المُجتَلونَ: عَرُوسُ تَيمٍ … شوى أمَّ الحبينِ ورأسُ فيلِ

و لوْ غسلتْ بساقيتيْ دجيلَ … لقالَتْ: ما اكتَفَيتُ من الغَسولِ

إذا ما استَبْعَرَتْ كَلَحَتْ إلَيْهِ … بقحفٍ في عنية ِ مستبيلِ