أتقتُلني ظُلماً وتجحدُني قتلي – ابن عبد ربه

أتقتُلني ظُلماً وتجحدُني قتلي … وقد قامَ مِن عينيكَ لي شاهِدا عَدْلِ 

أطُلاَّبَ ذحلي ليسَ بي غيرُ شادنٍ … بعينيهِ سِحرٌ فاطْلبوا عنده ذحلي

أغارَ على قلبي فلما أَتيتُهُ … أطالبُهُ فيهِ ، أغارَ على عقلي

بنفسي التي ضنَّت بردِّ سلامِها … ولو سألتْ قتلي وهبْتُ لها قتلي

إذا جئتُها صدَّتْ حَياءً بوجهِها … فتهجرني هجراً أَلذَّ منَ الوصْل

وإنْ حكمتْ جارَتْ عليَّ بحُكمها … ولكنَّ ذاك الجورَ أشهى منَ العَدلِ

كتمتُ الهوى جهدي فجرَّدهُ الأسى … بماءِ البُكا، هذا يخُطُّ وذا يُملي

وأحببتُ فيها العذْلَ حبّاً لذكرِها … فلا شيءَ أشْهى في فؤادي منَ العذلِ

أَقولُ لقلبي كلَّما ضامهُ الأسى : … إذا ما أبيتَ العزَّ فاصبرْ على الذُّلِّ

برأيكَ لا رأيي تعرَّضتُ للهوى … وأمركَ لا أمري وفعلِكَ لا فِعْلي

وجدْتُ الهوى نَصلاً لموتيَ مُغمداً … فجرَّدتُهُ ثمَّ اتَّكيت على النَّصلِ

فإن كنتُ مقتولاً على غيرِ ريبة ٍ … فأنتَ الذي عرَّضتَ نفسكَ للقتلِ