أتاني بها والليل نصفان قد مضى – الفرزدق
أتاني بهَا وَاللّيْلُ نِصْفَانِ قَدْ مَضَى … أمامي، وَنِصْفٌ قَدْ تَوَلَّتْ تَوَائِمُهْ
فَقَال: تَعَلّمْ إنّهَا أرْحَبِيّةٌ، … وَإنّ لكَ اللّيلَ الذي أنتَ جاشِمُهْ
نَصِيحَتُهُ بَعدَ اللّبَابِ التي اشْتَرَى … بألّفَينِ لمْ تُحّجَنْ عَلَيها دَرَاهِمُهْ
وَإنّكَ إنْ يَقْدِرْ عَلَيْكَ يكُنْ لَهُ … لسانُكَ أوْ تُغْلَقْ عَلَيْكَ أداهِمُهْ
كَفاني بها البَهْزِيُّ جُمْلانَ مَن أبى … من النّاسِ، وَالجَاني تُخافُ جَرَائمُهْ
فتى الجُودِ عيسَى ذو المكارِمِ والنّدى … إذا المَالُ لمْ تَرْفَعْ بَخيلاً كَرَائِمُهْ
فتى الجُودِ عيسَى ذو المكارِمِ وَالنّدى … إذا المَالُ لمْ تَرْفَعْ بَخيلاً كَرَائِمُهْ
تَخَطّى رُؤوس الحَارِسِينَ مُخُاطِراً … مَخافَةَ سُلْطَانٍ شَدِيدٍ شَكائِمُهْ
فَمَرّتْ على أهْلِ الحفَيرِ، كَأنّها … ظَلِيمٌ تَبَارَى جُنْحَ لَيْلٍ نَعائِمُهْ
كَأنّ شِراعاً فِيهِ مَثْنى زِمَامهَا … من السّاجِ لَوْلا خَطمُهَا وَبَلاعَمُهْ
كَأنّ فُؤوساً رُكّبَتْ في مَحَالِهَا … إلى دَأيِ مَضْبُورٍ نَبِيلٍ مَحازِمُهْ
وَأصْبَحْتُ وَالمُلْقَى وَرَائي وَحَنْبلٌ، … وَما صَدَرَتْ حتى تَلا اللّيلَ عاتمُهْ
رَأتْ بَينَ عَيْنَيْهَا رُوَيّةَ، وانجَلى … لها الصّبحُ عن صَعلٍ أسيلٍ مَخاطِمُهْ
إذا ما أتَى دُوني الفُرَيّان، فاسْلَمي، … وَأعرَض من فَلْجٍ وعرَائي مخارِمُهْ