أبشر فقد نلت ما ترجو على عجل – لسان الدين الخطيب
أبشر فقد نلت ما ترجو على عجل … ويسر الله ما تبغيه من أمل
وساعدتك الدنيا فيما تؤمله … فاهنأ بسعد على الأيام متصل
واحكم على الدهر وافعل ما تشاء به … فالدهر طوعك والأيام كالخول
فما ذعرت ببدر غير مبتدر … ولا أمرت بأمر غير ممتثل
ما لذة العيش إلا في علا وطلا … ووصل حب بلا صد ولا ملل
خذها كمثل شعاع الشمس صافية … حمراء لا تستمع فيها إلى عذل
من كف ساحرة الألحاظ فاتنة … حسناء تختال بين الحلي والحلل
إذا رنت أو ثنت أعطافها مرحا … فالظبي في نظر والغصن في ميل
وأنضر الروض أضحى وهو مصطبح … والغصن قد مال ميل الشارب الثمل
حتى إذا الشمس مالت نحو مغربها … كأنها عاشق يبكي على طلل
وحجب الليل عنا حسن منظره … بستر جنح من الظلماء منسدل
لاحت إلينا شموس الحسن ساطعة … ولا سماء سوى الإستار والكلل
وفي الوجوه لنا روض أزاهرة … من وردة الخد أو من نرجس المقل
وخير ما ظفرت كف المحب به … خمر من الريق أو نقل من القبل
فاستغم الأنس يوما إن ظفرت به … في دولة أصبحت من أسعد الدول
أيام يوسف أعياد مجددة … ولى عن الخلق فيها الهم يوم ول
وأصبحت كالربيع الطلق ضاحكة … إذ حل فيها حلول الشمس في الحمل
فسار بالعدل في ورد وفي صدر … وراقب الله في قول وفي عمل
أنواره في سماء العدل نيرة … تبدو وآثاره أسرى من المثل
لازال في عزة تصفو مواردها … مبلغا كل ما يرجوه من أمل