يقولونَ يومَ البينُ عينكَ تدمعُ – مهيار الديلمي

يقولونَ يومَ البينُ عينكَ تدمعُ … دعوا مقلة ً تدري غداً منْ تودِّعُ

ترى بالنَّوى الأمرَ الّذي لا يرونهُ … هوى ً فيقولونَ الَّذي ليسَ تسمعُ

إذا كانَ للعذّالِ في السَّمعِ موضعٌ … مصونٌ فما للحبِّ في القلبِ موضعُ

يرى القومُ فيهمُ أنَّ مسراهم غذاً … صدقتكّ إنِّي منْ غدٍ لمروَّعُ

لكّ الله موضوعُ اليدينِ على الحشا … صباحاً وبيضاتُ الهوادجِ ترفعُ

ودونَ انصداعِ الشَّملِ لو يسمعونهُ … أنينٌ حصاة ِ القلبِ منهُ تصدَّعُ

أعدْ ذكر نعمانٍ أعدْ إنَّ ذكره … منَ الطِّيبِ ما كررتهُ يتضوَّعُ

فإنْ قرَّ قلبي فاتهمهُ وقلْ لهُ … بمنْ أنتَ بعد العامريّة ُ مولعُ

أمنقادَ أحلامِ الكرى أنْ تسرَّهُ … سهرنا فسلْ حسناءَ إنْ كنتَ تهجعُ

أرميا على الهجرانِ والشَّيبِ واخطٌ … فهلاَّ وفي قوسِ الشّبية ِ منزعُ

رويدكَ لو كانتْ سوى الحبِّ خطّة ٌ … لأعياكِ أنِّي الخاشعُ المتضرِّعُ

سلي الدّهر عنْ حملي تفاوتَ ثقلهُ … وصبري على أحداثهِ وهوَ يجزعُ

وتوقيرَ نفسي عنْ حظوظٍ كثيرة ٍ … يخفّ إليها الحاملُ المتسرِّعُ

وما خشنتْ إلاَّ وقلتُ دعي غدا … لكلِّ غدٍ رزقٌ معَ الشّمسِ يطلعُ

رشادكِ خيرُ الكسبِ ما جرَّ سودداً … عليكِ وميسورٌ منَ العيشِ يقنعُ

وإلاَّ صديقاً كانَ أيُّوبّ حافظاً … بحيثُ السَّوادُ في الفؤادِ مضيَّعُ

حمى اللهُ والمجدُ الصّريحُ ابنَ حرَّة ٍ … حماني وأرماحُ الحوادثِ شرَّعُ

وناديتُ إخواني فأقبلَ وحدهُ … عليَّ فلباني وكلهمُ دعوا

منِ السّابقينَ نجداً إنْ تحمَّسوا … لحفظِ حمى ً أوْ عفَّة ٍ إنْ تورَّعوا

لهمْ قضبٌ فلُّوا بها قضبَ الوغى … مغامدها أيديهمُ حينَ تقطعُ

أراقمُ لا ترجو الرُّقاة ُ اختداعها … ولا يبلغُ الدِّرياقُ موضعَ تلسعُ

طلبنا فما جازتْ أبا طالبٍ بنا … منى ً شططٌ ولا رجاءٌ موسَّعُ

وطرنا بهماتٍ تحومُ على العلا … فلمّا تراءى صاحَ رائدنا قعوا

خلفتُ بهِ منْ كلّ رثِّ ودادهُ … كثوبِ العدا ينعطُّ وهو يرقَّعُ

فعشْ لي أقلدكَ الجزاءَ مراسلاً … على العرضِ لا مازين سوقٌ وأذرعُ

إذا زانتِ الدرَّ اليتيمة ُ أصبحتْ … بعيدة َ يتمٍ منْ معانٍ ترصَّعُ

لها أرجٌ في السّمعِ باقٍ وإنْ غدتْ … يخبُّ بها نقعُ الرُّواة ِ ويوضعُ

على أوجهِ الأعيادِ ميسمُ حسنها … من اسمكَ سطرٌ في الجباهِ موقَّعُ

أراغمُ دهري بالحفاظِ عليكمُ … وحافظُ قومٍ آخرينَ مضيّعُ

وقالَ غويٌّ إنَّ في النَّاسِ مثلكمْ … فقلتُ لهُ غيري بمثلكَ يخدعُ