وقائلة والدمع يحدر كحلها – الفرزدق

وَقائِلَة، وَالدّمْعُ يَحْدُرُ كُحْلَها، … لَبئسَ المَدى أجرَى إليهه ابنُ ضَمْضَمِ

غزا من أصُولِ النّخلِ حتى إذا انتهى … بكِنْهِلَ أدّى رُمْحُهُ شرَّ مَغْنَمِ

فلو كنتَ صُلبَ العُودِ أوْ ذا حَفِيظَةٍ … لوَرّيْتَ عَنْ موْلاكَ في لَيلِ مُظلمِ

لَجُرْتَ بِهادٍ، أوْ لَقُلتَ لمُدْلِجٍ … مِنَ القَوْمِ لما يَقضِ نَعسَتَهُ نَمِ

وَكُنتَ كَذِئْبِ السُّوْءِ لمّا رَأى دَماً … بصَاحِبِهِ يَوْماً، أحَالَ على الدّمِ

لَقَدْ خُنْتَ قَوْماً لوْ لجَأتَ إلَيهِمِ … طَرِيدَ دَمٍ، أوْ حامِلاً ثقلَ مَغرَمِ

لألْفَيْتَ فِيهِمْ مُطعِماً وَمُطَاعِناً … وَرَاءَكَ شَزْراً بِالوَشِيجِ المُقَوَّمِ

لَكانُوا كُرْكْنٍ من عَمايَةَ مِنهُمُ … مَنِيعِ الذُّرَى صَعْبٍ على المُتَظَلِّمِ

فَلا شَرِبُوا إلاّ بِمِلْحٍ مُزَلَّجٍ، … ولا نَسَكُوا الإسْلامَ إنْ لمْ تَنَدّمِ