هلمَّ بنا نزورُ أبا الخصيبِ – عبدالغفار الأخرس
هلمَّ بنا نزورُ أبا الخصيبِ … ونرَعى جانِبَ العيش الخصيبِ
نعاشر أهله ونقيمُ فيه … بخفض العيش من حسن وطيب
كرام قد نزلت بهم غريباً … فكانوا سلوة الرجل الغريب
وعبد الواحد الموصوف فيهم … بطول الباع والصدر الرحيب
هو الشهم الذي لا عيب فيه … سوى العرض النقيّ من العيوب
لقد تقنا إلى ذاك المحيّا … ولا تَوْقَ المحبّ إلى الحبيب
فحيّ ابن المبارك من كريم … أحبَّ إلى القلوب من القلوب
يرى فعل الجميل عليه فرضاً … وصنع المكرمات من الوجوب
نصيبُ بفضله الأغراض منه … ونرجع عنه في أوفى نصيب
حكى إحسانه صوب الغوادي … فقلنا ديمة القطر الصبيب
إذا المستصرخون دعوه يوماً … فقد أمنت بكشّاف الكروب
وإنْ أَبْصَرْتَ منه البِشْرَ يبدو … فأبشرْ منه بالفرج القريب
يلذّ لدى سؤال ندى يديه … فيثني عطف مرتاح طروب
ومبتسم بوجه الضيف زاه … ووجه الدهر مشتد القطوب
أجلّ عصابة كرمت وجادت … على العافين في اليوم العصيب
كريمٌ قد تفرّع من كريم … نجيبٌ ينتمي لأبٍ نجيب
رأيت الأكرمين على ضروب … وهذا خير هاتيك الضروب
وقَدْرٍ ما کستخفّته الرزايا … ولا راعته قارعة الخطوب
ولا استهوته نفسٌ في هوانٍ … ولم يدنُ إلى أدنى معيب
منار يستمدُّ الرأي منه … وعنه رمية السَّهمِ المصيب
فأشهدُ أنَّه فردُ المعالي … وما أنا منه في شكٍ مريب
عليه ذوو العقول إذنْ عيالٌ … وها هو إربة ُ الفطن الأريب
فتعرض رأيها أبداً عليه … كما عرض المريض على الطبيب
فداك الباخلون وهم كثيرٌ … فداءَ النحر من بدنٍ ونيب
بيوم عنده الإنفاق فيه … أشدّ على الجبان من الحروب
ولا أفلتْ كواكبك الزواهي … ولا أذنتْ شموسك للغروب