هاجَ الهَوَى وَضَمِيرَ الحَاجَة ِ الذِّكَرُ – جرير
هاجَ الهَوَى وَضَمِيرَ الحَاجَة ِ الذِّكَرُ … واسْتَعجَمَ اليَوْمَ مِنْ سَلّومة َ الخبرُ
علقتُ جنية ً ضنتْ بنائلها … منْ نسوة ٍ زانهنَّ الدلُّ والخفرُ
قَد كنتُ أحسِبُ في تَيمٍ مُصانَعَة ً … و فيهمُ عاقلاً بعدَ الذي ائتمروا
هلا أدرأتمْ سوانا يا بني لجأ … أمراً يقاربُ أو وحشاً لهاغرر
أوْ تَطْلُبُونَ بِتَيْمٍ، لا أبا لَكُمُ … مَنْ تَبلُغُ التّيُمُ؟ أوْ تَيْمٌ له خطرُ
تَرْجُو الهَوَادَة َ تَيْمٌ بَعدَما وَقَعَتْ … صماءُ ليسَ لها سمعٌ ولا بصرُ
قدْ كانتِ التيمُ ممنْ قد نصبتُ لهُ … بالمنجنقِ وكلادقهُ الحجرُ
ذاقوا كما ذاقَ مَنْ قَد كانَ قَبلَهُمُ … وَاستَعْقَبُوا عَثرَة َ الأقْيَانِ إذ عَثرُوا
قَدْ كانَ لَوْ وُعِظَتْ تَيْمٌ يغَيرِهِمُ … في ذي الصّليبِ وَقَيْنَيْ مالِكٍ عِبَرُ
خلَّ الطريقِ لمنْ يبني المنار بهِ … وَابْرُزْ ببرْزَة َ حَيثُ اضطَرّكَ القَدَرُ
يَوْمَ التّفاخُرِ، وَالغاياتُ تُبتَدَرُ … ذيخَ المريرة َ حتى استحصد المرر
قدْ حانَ قبلكَ أقوامٌ فقلتُ لهمْ … جَدّ النِّضَالُ وَقَلّتْ بَيْنَنا العِذَرُ
لن تستطيعَ بتيمْ أنْ تغاليني … حينَ استحنَّ جذابَ النبعة َ الوتر
ما التّيْمُ إلاّ ذُبابٌ لا جَنَاحَ لَهُ، … قَد كانَ مَنّ عَلَيهِمْ مَرّة ٍ نَمِرُ
أزْمانَ يَغشى دُخانُ الذّلّ أعيُنَهُمْ … لا يستعانونَ في قومٍ إذا ذكروا
و التيمُ عبدٌ لأقوامٍ يلوذْ بهمْ … يعطى المقادة َ إنْ أوفوا أو إنْ غدروا
أتبغي التيمُ عذراً بعدَ ما عدروا … لَوْلا قَبَائِلُ مِنْ زيْدٍ تَلُوذُ بهَا،
لا تَمْنَعُونَ لَكُمْ عِرْساً وَما لكُمُ … إلاَّ بغيركمْ وردٌ ولا صدرُ
يا تَيمُ تَيْمَ عَدِيٍّ لا أبَا لَكُم … لا يوقعنكمُ في سوأة ٍ عمرَ
يا تَيْمُ إنّ جَسِيمَ الأمْرِ لَيس لكمْ … وَلا الجَرَاثيمُ عندَ الدّعوَة ِ الكُبَرُ
و التيمُ كانَ سطحياً ثمَّ قيلَ لهمْ … شأنَ السّطيحِ إلى تَخبِيلِهِ العَوَرُ
إنَّ الكرامَ إذا منْ زيدٍ تلوذُ بها … كانَتْ عَصَاكَ التي تُلحَى وَتُقتَشَرُ
جاءتْ فوارسنا غرا محجلة ً … إذْ لَيسَ في التّيْمِ تَحجيلٌ وَلا غُرَرُ
جئنا بكمْ منْ زهيراتٍ ومنْ سبأ … وَللجَوَامِعِ في أعنَاقِكُمْ أثَرُ
في جلهمَ اللؤمَ معلوماً معادنهُ … وفي حَوِيزَة َ خُبْثُ الرِّيحِ وَالأدَرُ
قُولوًّ لتَيمٍ: أعَصْبٌ فوْق آنُفِهِمْ … إذيرَأمونَ التي من مثلها نفروا
قدْ خفتُ يا بنَ التي ماتتْ منافقة ً … منْ خبثِ برزة َ أنْ لا ينزلَ المطر
أنتَ ابنُ بَرْزَة َ مَنسُوباً إلى لَجَإ … عبدُ العصارة ِ والعيدانُ تعتصرُ
أخزيتَ تيماً وما تحمى محارمها … إذْ أنتَ نفاخة ٌ للقينِ مؤتجرُ
ما بالُ بَرْزَة َ في المَنحاة ِ إذْ نَذَرَتْ … صومَ المحرمِ إنْ لمْ يطلعِ القمرَ
وَصّتْ بَنيها وَقالَتْ: دونَ أكبَرِكُم … فادُوا أبَاكُمْ فإنّ التّيمَ قد كَفَرُوا
إنّي لَمُهْدٍ لَكُمْ غُرّاً مُقَشَّبَة ً، … فيها السمامُ وأخرى بعدُ تنتظرُ
إن الحفافيثَ حقاً يا بني لجأٍ … يُطْرِقْنَ حِينَ يَسُورُ الحَيّة ُ الذَّكَرُ
لَوْلا عَدِيٌّ وَلَستُمْ شاكِرِينَ لَهُمْ … لمْ تدرِ تيمٌ بأيَّ القنة الحفر
يا ربَّ نعشنا بعدَ عثرتهمْ … كُنّا لَهُمْ كسَقيفِ العظمِ فاجتبرُوا
ذُدْنَا العَدوّ، وَأدْنَيْنَا مَحَلَّهُمُ، … حتى ابْتَنَوْا بقِبابٍ بعدما احتَجروُا
يوماً نشدُّ وراءَ السبي عادية ً … شُعْثَ النّوَاصِي، وَيوْماً تُطرَدُ البقَرُ
قدْ يعلمُ الناسُ أنَّ التيمَ ألأمهمْ … أأخبرُ الناسَ ولا يوماً إذا افتخروا
أوصى تميمٌ يوماً أنْ يكونَ لهمْ … سؤرُ العشيَّ وشربُ التابعِ الكدرُ
يا تَيمُ خالَطَ مَكْحُولٌ أبا لجَإ … ذا نقبة ٍ قدْ بدا في لونهِ عررُ
أنا ابنُ فرعي بني زيدٍ إذا نسبوا … هلْ ينكرُ المصطفى أو ينكرُ القمرُ
وَاللّؤمُ حالَفَ تَيْماً في دِيارِهِمُ … وَاللؤمُ صيّرَ في تَيمٍ إذا حضَرُوا
اقبضُ يديكَ فانَّ التيمَ قد سبقوا … يومَ التفاخرِ والغانياتُ تبتدرُ
إنَّ تصبرِ التيمُ مخضراً جلودهمْ … على الهَوَانِ فقَبْل اليَوْمِ ما صَبَرُوا
إنّ الذِينَ أضَاءوا النّارَ قَدْ عَرَفُوا … آثارَ برزة َ والآثارُ تفتقرُ
قالَتْ لَتَيمِ بنِ قُنْبٍ وَهيَ تَعذُلهمْ: … يا تَيمُ ما لكُمُ البشرَى وَلا الظّفَرُ
تْخزِيكَ أحياءُ تَيمٍ إنْ فَخَرْتَ بهمْ … وَالحِزْيُ أمْوَاتُ تَيْمٍ إنْ همُ نشرُوا
أعياكَ والدكَ الأدنونَ فالتمسنْ … هلْ في شعاعة َ ذي الأهدامِ مفتخرَ
لا يشهدونَ نجيَّ القومِ بينهمُ … تقضى الأمورُ على تيمٍ وما شعروا