نفسي فداؤك أيها الغضبان – البحتري

نَفْسِي فِدَاؤُك أَيُّهَا الغَضْبَانُ … مَا هَكَذَا يَتَعَاشَرُ الإِخْوَانُ

صَدَرَ الأَصَادِقُ عَنْ ذُرَاكَ وَحَظُّهُمْ … مِنْكَ الْوِصَالُ ، وحَظِّيَ الْهِجْرَانُ

ومُنِعْتُ إِنْصَافاً وَسِعْتَ بهِ الْوَرَى … دُوني ، فَجَدٌّ ذاكَ أَمْ حِرْمانُ ؟

يُنْسَى كِتَابُكَ مِنْ تَقَادُمِ عَهْدِهِ … وتَمُرُّ دُونَ رَسُولِكَ الأَزْمَانْ

وإِذا كَتَبْتُ مُعَذِّراً لم يُعْطِني … صَدْرُ الكِتَابِ رِضًى ولا العُنْوَانُ

فَغَلاَمَ يُنْسَى ، أَو يُضَاعُ عَلَى النَّوَى … وُدِّي الرَّخيصُ وشِعْرِيَ المَجَّانُ

أَو لِيْسَ قَدْ غَنَّتْ بِمَا حَبَّرْتُهُ … فِيْكَ الرُّواةُ ، وسارَتِ الرُّكْبَانُ ؟

مِدَحٌ يَمُوتُ عَلَيْكَ أَكْثَرُ دَيْنَها … ويُذَالُ عِنْدَك حُرُّها ويُهان

دَعْ ذَا ، وأَخْبرْني بِشأْنِ صَدِيِقِنَا … بِشْرِ وهَلْ يُرْضَى لِبِشْرٍ شانُ

زَعَقَتْ مَغَارِبةُ الخَمِيسِ وَرَاءَهُ … فَكَأَنَّما نَعَقَتْ بهِ الغِرْبَانُ

فَوَدِدْتُ أَنِّي لَوْ بَصُرْتُ عَشِيَّةً … بالعِلْجِ وهْو مُتَلْتَلٌ عَجْلانُ

فَأَرَى السَّمِينَ الفَدْمَ حِينَ تُمِضُّهُ … قِطَعُ القَنَا ، وتَرُضُّهُ القُضْبَانُ

أَهْوِنْ بِمَصْرَعِهِ عَلَيَّ وبَيْنَهُمْ … عَبْدٌ تَنَاصَى حَوْلَهُ العِبْدَانُ

يَدْعُو بضَبَّةَ من دَسَاكرِ واسِطٍ … وصَرِيخُ ضَبَّةَ دُونَهُ الصَّمَّانُ

فاللهُ أَكْبَرُ قَدْ أُقِيدَ بِجُرْمِهِ … بِشْرٌ ، وثَارَ بنَائلٍ جُعْلاَنُ