نأتْ والأماني بها تقربُ – مهيار الديلمي
نأتْ والأماني بها تقربُ … و ملتْ وأحسبها تعتبُ
و مال بها الغدرُ غدرُ الطبا … عِ عنيَ والكاشحُ المجلبُ
و غيرانُ يذعره اسمي بكم … و يؤنسه حولهَ المقنبُ
يكون لغيري جناحَ البعو … ضِ لينا ولي قومهُ المصعبُ
و منتحلٌ في الهوى يدعى … مقامي وشاهدهُ يكذبُ
تبدل بي ساء ذاك البديلُ … كما بيعَ في الأخبثِ الأطيبُ
فيا عجبي من مريقٍ دمي … عنادا وقلبي به معجبُ
و مستهزيٌ ضاحكٌ من بكاي … يجدُّ بقلبي كما يلعبُ
أهيفاء أيُّ هوى قد علم … ت يقصى وأيّ أخٍ يقصبُ
و لما انطوى العامُ نفسي تر … دُّ عنكِ وحافزها يطلبُ
صددتِ كما انصرفتْ بالصدى … غرائبُ أوجهها تضربُ
أقول غداً نظرا للوفاء … و غدركمُ من غدٍ أقربُ
و كيف اللقاءُ وقد سدتِ ال … مطالعُ يا ذلك الكوكبُ
و أين النجاءُ وما الحظُّ فيه … و منكِ وأنتِ المنى المهربُ
سل الهاجعين على ذي الطلوح … و طرفي لهم حارسٌ يرقبُ
اشمتم يمينا سنا بارقٍ … يشوقُ على أنه خلبُ
تألق مستشرفا لا يسلُ … حتى يرى سيفه يقربُ
يبينُ ريخفى رؤسَ الهضابِ … فتنصلُ منه كما تخضبُ
يمرُّ فيرغب في أضلعي … صدوعا برجعتة تشعبُ
و هل عنده خبرٌ إن سأل … تُ ما البانتان وما زينبُ
و هل ربعُ غربَ في الباليا … تِ أم هل على عهدنا غربُ
سقى بالحمى الأعينَ النابلا … تِ من دم أحشايَ ما تشربُ
و حيا الحيا أوجها لا تغشُّ … لجينُ الجمالِ بها مذهبُ
و في السانحاتِ بذاك الرمي … ل عفراءُ تاهَ بها الربربُ
من الذاهباتِ بحبّ القلو … بِ لا تقتضي ردَّ ما تسلبُ
و ما نطفة ٌ حصنتها السماءُ … بأرعنَ مرقاهُ مستصعبُ
مصفقة ٌ حلبتْ عفوها … بها المزنُ أولَ ما تحلبُ
إلى أن تبقت لباناتها … و كادت بما لطفتْ تنضبُ
تراوحها وتغادي الشمالُ … ترقرقُ فيها وتستعذبُ
و لا نحلة ٌ بات يعسوبها … على الحسنِ من حذرٍ يلسبُ
يغار فيمنعها أن تشا … رَ ما منع الشائرَ المشغبُ
تجاذبُ فيها أكفُّ الجنا … ة ِ غنى ً مثلها مثله تكسبُ
و لا مسكة ٌ طاف عطارها … بدارينَ ينخلُ ما يجلبُ
يبقرُ عنها بطونَ الظباءِ … من الألف واحدة ٌ تنجبُ
فجاءت لضوعتها سورة ٌ … تكاد العيابُ بها تثقبُ
بأطيبَ من فم ذات الوشاح … سحورا بلى فمها أطيبُ
تقول العواذلُ دعْ ذكرها … ففي الذكر قادحة ٌ تلهبُ
وهبها كعارية ٍ تستردُّ … لا بدَّ أو ثلة ٍ تعزبُ
فقلتُ إذن كبدي فلذة ٌ … من الصخر أو كبدي أصلبُ
تزمُّ الحمولُ فلا أستكينُ … و تشدو الحمامُ فلا أطربُ
عذيري من زمنٍ لا يسرُّ … بنعماءَ إلا بها ينكبُ
إذا قسمَ الحظَّ بين الرجال … فحظيَ من ستر ما ينصبُ
تعاوى على ّ تصاريفه … تذأببُ حولي وتستكلبُ
فأدفعهنّ بصبري الجميلِ … إذا ظلعَ المتنُ والمنكبُ
سأركبُ عزميَ حتى يطيرَ … عن الضيم عنقاءُ بي مغربُ
و إلا فعندَ عميد الكفا … ة ِ حمى مانعٌ وذرى معشبُ
و راتعة ٌ من أماني العفا … ة ِ لا هيَ تظمى ولا تسغبُ
لها ما يوسعُ من ذرعها … بساطَ الرجاء وما يرحبُ
كريمٌ وشائجُ أعراقهِ … إلى العيصِ من مجده تضربُ
توسعَ في نسبٍ كالهلال … إلى الشمس أعرقَ ما ينسبُ
بناة ُ العلا آلُ عبد الرحي … م يعرفُ بابنهمُ ما الأبُ
ميامينُ أندية ُ المكرمات … لهم تجتبى وبهم تعصبُ
إذا ذكروا العارَ لم يأمنوا … و إن ركبوا السيفَ لم يرهبوا
وجوهٌ ميسرة ٌ للنجا … حِ باسمة ٌ والثرى يقطبُ
و أيدٍ تخفُّ إلى الأعطياتِ … إذا حسبَ الفقرُ لا تحسبُ
تراحُ عشارهمُ للشفارِ … فتعبطُ من قبلِ تستحلبُ
و لولا القرى ورشادُ الضيو … فِ لم يغدُ عبدٌ لهم يحطبُ
مضوا تضمنُ المجدَ أحداثهمُ … و ذكرهمُ خالدٌ طيبُ
و قام أبو سعدهم ذائدا … بميراثه وبما يكسبُ
فتاهم بما عدّ من سنهَّ … و شيخٌ وأحلامهم تعزبُ
كفته بديهة ُ حدثانهِ … قديمَ الرجالِ وما جربوا
و غلس حتى انتهى واحدا … له المجلسُ الصدرُ والموكبُ
كثير الغناءِ قليل العناءِ … فما يستريح وما يتعبُ
و ما يغمزُ الخطبُ في عوده … إذا انقلب الزمنُ القلبُ
أبيٌّ جوادٌ فيومَ الخصام … يحجُّ ويومَ الندى يغلبُ
يرى النفسَ تلك التي لا تذ … لُّ والمالَ ذاك الذي يوهبُ
أصاخ بكم ليَ الأص … مُّ واعتذر الزمنُ المذنبُ
و ذللتمُ لي ظهورَ الرجا … ءِ ما شئتُ أركبُ أو أجنبُ
و كنتم مآلي ومالي فلس … تُ أرهبُ شيئا ولا أرغبُ
وردَّ الودادُ اليكم قيا … دَ قلبي فما عنكمُ مذهبُ
و حلأتُ عن حوض شعري الملو … كَ وهو لكم مغدقٌ معذبُ
صوارمه دونكم تنتضي … و أذيالهُ حولكم تسحبُ
أحنُّ لكم حنة العاشقين … فأمدحكم مثلَ ما أنسبُ
على مللٍ فيكمُ لا تزال … بجنبي قوارفهُ تندبُ
متى آتِ لم أكُ مستكرها … و أنأى فما أنا مستقربُ
و كم ماطرٍ فيهمُ بالوفاءِ … إذا رمتُ أنصافهُ يحلبُ
يدير كؤسَ الهوى بيننا … فيسقي الغرامَ ولا يشربُ
و من حاسدٍ ليَ أرسانهُ … بما ساءني عندكم تجذبُ
إذا خافني دبَّ في دوركم … بعيبي كما دبت العقربُ
فلا وشقاوتهِ ما يشقُّ … على البدر أن تنبحَ الأكلبُ
و لو كنتُ أغلى عليكم رضايَ … لما سركم أنني أغضبُ
و لكن فؤادٌ لكم رقهُ … فما يستبيع ولا يهربُ
يريه الهوى أنَّ إمساكه … بكم من تنقلهِ أصوبُ
و أنَّ الحفاظَ وحبَّ الوفاءِ … على طينِ طابعهِ أغلبُ
فلا تنتزعكم يدٌ تستم … يحُ مني ولا قاهرٌ يغصبُ
و لا أعدمنْ منكمُ أسرة ً … بأيسر عتبي لها تعتبُ
و غرًّ مفوفة ٍ كالبرو … دِ أو هي من حوكها أقشبُ
تجاري بروجَ العلا أو تعود … و شرقُ النجوم لها مغربُ
يذلُّ النوالُ لكم صعبها … فكلُّ شوامسها تركب
بكم هامَ ريقها في الشبابِ … و هذا لكم عمرها الأشيبُ
على كلَّ يومٍ جديدِ السعو … دِ ومن حسنها سمة ٌ تغربُ
فإن جاءكم أعجميُّ اللسا … ن فهي لسانٌ له معربُ
فتبقونَ وهي بواقٍ قعودٌ … ما اختلفت الصبحُ والغيهبُ