لَجّتْ أُمامَة ُ في لَوْمي وَما عَلِمَتْ – جرير
لَجّتْ أُمامَة ُ في لَوْمي وَما عَلِمَتْ … عرضَ السماوة َ روحاتي ولا بكرى
وَلا تَقَعقُعَ ألْحِي العِيسِ قَارِبَة ً، … بَينَ المِرَاجِ وَرَعْنى ، رِجلتَيْ بَقَرِ
مَا هَوّمَ القَوْمُ مُذْ شَدّوا رِحالَهُمُ … إلاّ غِشَاشاً لَدى أعضَادِها اليُسُرِ
يضرَحنَ ضرْحاً حصى َ المعزَاء إذا وَقدتْ … شمسُ النهارِ وعادَ الظلُّ للقصرِ
يَوْماً يُصَادي المَهَارَى الخُوصَ تحسبها … عُورَ العُيونِ وَما فيهنّ مِن عَوَرِ
قَد طالَ قَوْلي إذا ما قُمتُ مُبتَهِلاً: … يا ربَّ أصلحَ قوامَ الذين والبشرِ
خَليفَة َ الله ثُمّ الله يَحْفَظُهُ، … و اللهُ يصحبكَ الرحمنُ في السفرِ
إنّا لَنَرْجُو، إذا ما الغَيثُ أخْلَفَنَا، … مِنَ الخَليفَة ِ مَا نَرْجُو مِنَ المَطَرِ
يا رُبّ سَجْلٍ مُغيثٍ قد نَفَحْتَ بهِ … منْ نائلٍ غيرِ منزوحٍ ولا كدرِ
أأذكرُ الجهدَ والبلوى التي نزلتْ … أمْ كفاني الذي بلغتَ منْ خبري
ما زِلْتُ بَعدَكَ في دارٍ تعَرَّقُني … قد عيَّ بالحيَّ إصعادي ومنحدري
لا يَنْفَعُ الحاضِرُ المَجْهُودُ بَادِيَهُ … و لا يعودُ لنا بادٍ على حضرِ
كمْ بالمواسمِ منْ شعئاءَ أرملة ٍ … وَمِنْ يَتِيمٍ ضَعيفِ الصّوْتِ وَالنّظَرِ
يدعوكَ دعوة َ ملهوفٍ كأنَّ بهِ … خَبلاً مِنَ الجنّ أوخبلاً من النَّشَرِ
ممنْ يعدكَ تكفي فقدْ والدهِ … كالفرخِ في العشَّ لمْ يدرجْ ولم يطرِ
يرجوكَ مثلَ رجاء الغيثِ تجرهمُ … بوركتَ جابرَ عظمٍ هيضَ منكسرِ
فانْ تدعهمْ فمنْ يرجونَ بعدكمُ … أو تنجِ منها فقدْ أنجيتَ منْ ضررِ
خَلِيفَة َ الله مَاذا تَنْظُرُونَ بِنَا؟ … لَسْنَا إلَيكُمْ وَلا في دارِ مُنتظَرِ
أنتَ المُبارَكُ وَ المَهديّ سِيرَتُهُ، … تَعْصِي الهَوَى وَتَقُومُ اللّيلَ بالسُّوَرِ
أصبحتَ للمنبرِ المعمورِ مجلسهُ … زيناً وزينَ قبابِ الملكِ والحجرَ
نالَ الخلافة َ إذْ كانتْ لهُ قدراً … كَمَا أتَى رَبَّهُ مُوسَى عَلى قَدَرِ
فَلَنْ تَزَالَ لهَذا الدّينِ ما عَمِرُوا، … منكمْ عمارة ُ ملكٍ واضحِ الغررَ
همْ ما همُ القومُ ما ساروا وما نزلوا … إلاَّ يسوسونَ ملكاً عالي الخطر
مَا صَاحَ مِنْ حَيّة ٍ يَنْمي إلى جَبَلٍ … إلاَّ صدعتَ صفاة َ الحية ِ الذكرِ
أخوالكَ الشمُّ منْ قيسٍ إذْ افزعوا … لا يعصونَ حذارَ الموتِ بالعذرِ
كمْ قَد دَعَوْتُكَ من دَعوَى مُخلِّلة ٍ … لما رأيتُ زمانَ الناسِ في دبرِ
لتَنْعَشَ اليَوْمَ رِيشي ثُمّ تُنْهِضَني … و تنزلَ اليسرَ مني موضعَ العسرِ
فَما وَجَدْتُ لكُمْ نِدّاً يُعادِلُكُم؛ … و ما علمتُ لكمْ في الناسِ منْ خطر
إني سأشكرُ ما أوليتَ منْ حسنٍ … وَخَيرُ مَن نِلتَ مَعرُوفاً ذَوُو الشُّكْر