كفرندي فرند سيفي الجراز – المتنبي

كَفِرِندي فِرِنْدُ سَيْفي الجُرازِ … لَذّةُ العَينِ عُدّةٌ للبِرازِ

تَحْسَبُ الماءَ خَطّ في لَهَبِ النّا … رِ أدَقَّ الخُطوطِ في الأحرازِ

كُلّما رُمتَ لَوْنَهُ مَنَعَ النّا … ظِرَ مَوْجٌ كأنّهُ مِنكَ هازي

ودَقيقٌ قَذَى الهَباء أنيقٌ … مُتَوالٍ في مُسْتَوٍ هَزْهازِ

وَرَدَ الماءَ فالجَوانِبُ قَدْراً … شَربَتْ والتي تَليها جَوازي

حَمَلَتْهُ حَمَائِلُ الدّهر حتى … هيَ مُحتاجَةٌ إلى خَرّاز

وهْوَ لا تَلْحَقُ الدّماءُ غِرارَيْـ … ـهِ ولا عِرْضَ مُنتَضيه المَخازي

يا مُزيلَ الظّلام عَنّي ورَوْضي … يَوْمَ شُرْبي ومَعقِلي في البَرازِ

واليَمانيْ الذي لو اسطَعْتُ كانتْ … مُقْلَتي غِمْدَهُ مِنَ الإعزَازِ

إنّ بَرْقي إذا بَرَقْتَ فَعَالي … وصَليلي إذا صَلَلْتَ ارْتِجازي

لم أُحَمَّلْكَ مُعْلَماً هَكَذا إلا … لِضَرْبِ الرّقاب والأجْوازِ

ولِقَطْعي بكَ الحَديدَ عَلَيْها … فكِلانَا لجِنْسِهِ اليَوْمَ غازِ

سَلّهُ الرّكْضُ بعدَ وَهْنٍ بنَجدٍ … فتَصَدّى للغَيثِ أهْلُ الحِجازِ

وتَمَنّيْتُ مِثْلَهُ فكَأنّي … طالبٌ لابنِ صالحٍ مَن يُؤازي

لَيسَ كلُّ السّراةِ بالرّوذَبَاريِّ … ولا كُلُّ ما يَطيرُ بِبازِ

فارسيٌّ لَهُ منَ المَجد تاجٌ … كانَ مِنْ جَوْهَرٍ على أبْرَوازِ

نَفْسُهُ فَوْقَ كلّ أصْلٍ شَريفٍ … ولَوَانّي لَهُ إلى الشّمس عازِ

شَغَلَتْ قَلْبَهُ حِسانُ المَعالي … عَنْ حِسانِ الوُجوهِ والأعجازِ

وكأنّ الفَريدَ والدُّرَّ واليا … قوتَ مِنْ لَفظِه وَسَامَ الرِّكازِ

تَقضَمُ الجَمرَ والحديدَ الأعادي … دونَهُ قَضْمَ سُكّر الأهْوازِ

بَلَّغَتْهُ البَلاغَةُ الجَهْدَ بالعَفْـ … وِ ونالَ الإسْهابَ بالإيجازِ

حامِلُ الحَرْبِ والدّياتِ عنِ القَوْ … مِ وثِقْلِ الدّيونِ والإعْوازِ

كيفَ لا يَشتَكي وكيفَ تَشَكّوْا … وبهِ لا بمَنْ شَكاها المَرازِي

أيّها الواسِعُ الفِناءِ وما فيـ … ـهِ مَبيتٌ لِمالِكَ المُجْتازِ

بكَ أضْحَى شَبَا الأسنّةِ عندي … كَشَبَا أسْوُقِ الجَرادِ النّوازِي

وانْثَنَى عَنّيَ الرُّدَيْنيُّ حتى … دارَ دَوْرَ الحُروفِ في هَوّازِ

وبآبائِكَ الكِرامِ التّأسّي … والتّسَلّي عَمّنْ مضَى والتّعازِي

ترَكوا الأرْضَ بَعدَما ذَلّلُوها … ومَشَتْ تَحتَهُمْ بلا مِهْمازِ

وأطاعَتْهُمُ الجُيوشُ وهِيبُوا … فكَلامُ الوَرَى لهُمْ كالنُّحازِ

وهِجانٍ على هِجانٍ تأيّتْـ … ـكَ عَديدَ الحُبوبِ في الأقْوازِ

صَفّها السّيرُ في العَراءِ فكَانَتْ … فَوْقَ مِثْلِ المُلاءِ مِثْلَ الطّرازِ

وحكَى في اللّحومِ فِعلَكَ في الوَفْـ … ـرِ فأوْدَى بالعَنْتَريسِ الكِنازِ

كُلّما جادَتِ الظّنونُ بوَعْدٍ … عَنْكَ جادَتْ يَداكَ بالإنجازِ

مَلِكٌ مُنْشِدُ القَريضِ لَدَيْهِ … يَضَعُ الثّوْبَ في يَدَيْ بَزّازِ

ولَنا القَوْلُ وهْوَ أدْرَى بفَحْوا … هُ وأهْدَى فيهِ إلى الإعْجازِ

ومِنَ النّاسِ مَن يَجوزُ عَلَيْهِ … شُعراءٌ كأنّهَا الخازِبَازِ

ويَرَى أنّهُ البَصيرُ بِهَذا … وهْوَ في العُمْيِ ضائِعُ العُكّازِ

كلُّ شِعْرٍ نَظيرُ قائِلِهِ فِيـ … ـكَ وعَقلُ المُجيزِ عَقلُ المُجازِ