عَرَفْتُ بِبرْقَة ِ الوَدّاء رَسْماً – جرير

عَرَفْتُ بِبرْقَة ِ الوَدّاء رَسْماً … مُحيلاً، طابَ عَهدُكَ من رُسُومِ

عفا الرسمَ المحيلَ بذي العلندي … مَسَاحِجُ كُلّ مُرْتَجِزٍ هَزِيمِ

فليتَ الظاعنينَ همُ أقاموا … وَفَارِقَ بَعْضُ ذا الأنَسِ المُقِيمِ

فَمَا العَهْدُ الذي عَهِدَتْ إلَيْنَا … بمنسى َّ البلاءِ ولا ذميم

و زارتْ فتية ً ورحالَ ميسٍ … لَدَى فُتْلٍ مَرَافِقُهُنّ، هِيمِ

يساقطنَ النقيلَ وهنَّ خوصٌ … بغبرِ البيدِ خاشعة ِ مرافقهنَّ هيمِ

يساقطنَ النقيلَ وهنَّ خوصٌ … بغبرِ البيدِ خاشعة َ الحزومِ

تُعَطَّفُ، مِن تَوَابعِ كُلّ هَجْرٍ، … عَصِيماً بِالجُلُودِ عَلى عَصِيمِ

سَرَينَ اللّيْلَ ثمّ وَرَدْنَ خَمْساً، … وَلا يَسْطِيعُ ذاكَ أخُو النّعِيمِ

أعاذلَ طالَ ليلكِ لمْ تنامي … وَنَامَ العَاذِلاتُ، وَلَمْ تُنِيمي

إذا ما لُمْتِني، وَعَذَرْتُ نَفْسِي، … فَلُومي مَا بَدَا لَكِ أنْ تَلُومي

نَزَلْتَ بَغايَة ِ الحَمِقِ، اللّئِيمِ … شفاءُ الطارقاتِ منَ الهمومِ

تريحُ نقادها جشمُ بنُ بكرٍ … و ما نطفوا بأنجية ِ الحكومِ

لَقَدْ سَفِهَتْ حُلُومُهُمُ وَأُجْرُوا … معَ المسبوقِ حيثُ جرى المليمِ

لهمْ مرٌّ وللنخباتِ مرٌّ … فقدْ رجعوا بغيرِ شظى سليمِ

و قدْ نالَ الأخيطلُ منْ هجائي … دَحُولَ السَّبْرِ، غائِرَة َ الهُزُومِ

و كيفَ يصولُ أرصعُ تغلبيٌّ … و ما للعبدْ منْ حسبٍ قديمِ

سَمَوْنَا للمَكَارِمِ، فَاحْتَوَيْنَا … بِلا وَغْلِ المَقَامِ، وَلا سَؤومِ

و قدْ هجموا الرهانَ فما كبونا … و ما أوهى قناتيَ منْ وصومِ

تَرَى الشُّعَرَاء مِنْ صَعِقٍ مُصَابٍ … بِصَكّتِهِ، وَآخَرَ مُسْتَدِيمِ

لَقَدْ وَجَدُوا رِشَائيَ مُسْتَمِرّاً، … و دلويَ غيرَ واهية ِ الأديمِ

وَمِثْلَكَ قَدْ قَصَدْتُ لهُ فأمْسَى … أخا حلمٍ وما هوَ بالحلمِ

يَرَى حَسَرَاتِهِ، وَيَخَافُ دَرْئي، … و يغضي طرفهُ الحمقِ اللئيمِ

ستعلمُ أنَّ أصلي خندقيٌّ … جبالي أفضلَ الحسبِ الكريمِ

فَنَفْسِي، وَالنّفُوسُ فِداءُ قَوْمٍ … بَنَوْا لي فَوْقَ مُرْتَقَبٍ جَسِيمِ

نزلتُ بفرعِ خندفَ حيثُ لاقتْ … شُؤونُ الهَامِ مُجْتَمَعَ الصّمِيمِ

أُفَاضِلُ بِالرَّبابِ وَآلِ سَعْدٍ، … وَزَيْدِ مَنَاة َ، إذْ خَطَرَتْ قُرُومي

وجدنا المجدَ قدْ علمتْ معدٌّ … وَعِزَّ النّاسِ تَمّ إلى تَمِيمِ

مطاعيمُ الشمالِ إذا استحنتْ … و في عرواءِ كلَّ صباً عقيمُ

سبقنا العالمينَ بكلَّ مجدٍ … وَبِالمُستَمْطَرَاتِ مِنَ النّجُومِ

إذا نجمٌ تغيبَ لاحَ نجمٌ … و ليستْ بالمحاقِ ولا الغمومِ

سأبسطُ منْ يديَّ عليكَ فضلاً … و نحنُ القاطعونَ يدَ الظلومِ

رأوا أثبية َ الفهداتِ ورداً … فما عرفوا الأغرَّ منَ البهيمِ

و أعينا أباكَ أبا غويثٍ … فَأعْيا عَنْ مُجَاهَدَة ِ الخُصُومِ

وَأدْرَكْنَا الهُذَيْلَ بِلافِظَاتٍ … دمَ الأشداقِ منْ علكَ الشكيمِ

ضَغَا في القِدّ آدَرُ تَغْلِبيٌّ، … ضَبِيحُ الجِلْدِ مِنْ أثَرِ الكُلُومِ

منعنا الجوفَ والنعمَ المندى … و قلنا للنساءِ بهِ أقيمي

و قدْ هجمتْ وأمكَ خيلُ قيسٍ … على َ رعنِ السلوطحِ ذي الأورمِ

و ما قتلي بني جشمَ بنْ بكرٍ … بِزَاكِيَة ِ الدّمَاء، ولا اللّحُومِ

فحسبكَ أنْ تنوحَ بينَ دنٍّ … و باطية ٍ وإبريقٍ رذومِ

حكمتَ بحكمْ أمكَ حيثُ تلقى … خَلِيطاً مِنْ صَقَالِبَة ٍ وَرُومِ

ألَيْسَ أبُوكَ ذا زَمَعَ ثَمَانٍ، … وَأُمُّكَ ذاتَ مُكْتَشَرٍ ذَمِيمِ

لَبِئْسَ الفَحْلُ، لَيْلَة َ أشْعَرَتْهُ … عَبَاءتَهَا مُرَقَّعَة ً بِنِيمِ

فَذَاكَ الفَحْلُ جاء بِشَرّ نَجْلٍ، … خَبِيثَاتِ المَثَابِرِ وَالمَشِيمِ