على الطائر الميمون والسعدِ فاركبِ – ابن الرومي

على الطائر الميمون والسعدِ فاركبِ … نجوتَ بإذن اللَّه من كل مَعْطَبِ

وتاب إليك الدهرُ من كل سيِّءٍ … وأعتَبكَ المقدارُ يا خيرَ مُعتَبِ

رأى الدهرُ أنْ لم يهتضم غير نفسهِ … فأقصرَ عمَّا كان غيرَ مؤنَّبِ

بلى قد رماهُ الناسُ من كلّ جانبٍ … بتأنيبهم إيَّاه رميَ المُحَصَّبِ

ولم ينهَهُ التأنيبُ بل جودُ قادرٍ … رأى أنه منهُ على حدّ مَغضَبِ

وأبصر في إقصارهِ عنك رُشدَهُ … بعاقبة ٍ من رأيه المُتعقِّبِ

فكُلْ من ثمارِ العيش أطيبَ مأكلٍ … وَرِدْ من حياض العيش أعذبَ مشربِ

وعش مائة ً موفورة ً في سعادة ٍ … ونعماءَ لا يغتالُها نحسُ كوكبِ