جهادك حكم الله من ذا يرده – ابن دارج القسطلي

جهادك حكم الله من ذا يرده … وعزمك أمر الله من ذا يصده

وطائرك اليمن الذي أنت يمنه … وطالعك السعد الذي أنت سعده

…………………… … …………………….

وبيعة رضوان رعى الله حقها … لمن بيعة الرضوان إذ غاب جده

فأصبح في رأس الرياسة تاجه … ونظم في جيد الخلافة عقده

مسرته مأوى الغريب وستره … ولذته خير المقل ورفده

وأجناده في موقف الروع روضه … وأعلامه في مورد الموت ورده

نلاعب آرام الفلا من هباته … وآرامه غر الطراد وجرده

أونفترش الديباج من جود كفه … وما فرشه إلا الجواد ولبده

ومن برح فبالبيض الحسان بوجده … فالبيض في الهيجاء برح وجده

وقربنا من رحمة الله هديه … ورغبنا في طاعة الله زهده

وعلمنا بذل النفوس لنصره … ندى كفه المربى على القطر عده

ولو لم يواف الوافدون قبابه … لأصبح من زهر الكواكب وفده

وأيامه الموصول طول صيامه … بليل تحلى بالتلاوة سهده

وأبلج من قحطان قربك عزه … وملكك محياه ونصرك مجده

شديد محال الرمح فيك أبيه … مبر خصام السيف عنك ألده

رضاك له يا مرتضى دين واثق … بأنك للدين الحنيف تعده

وما يزدهيه منك دهر يسوده … إذا لم تجرده لثغر يسده

يوقر عنكم سمعه فيصيخه … ويقصر عنكم طرفه فيمده

وعهدك بالآمال تصرف عنكم … ورداكم عهد السموأل عهده

وكم حل موت الحق من شد عقدكم … ويحيي ابن يحيى عقدكم فيشده

وإن مات موت اليأس منكم رجاؤه … تنسم فيكم روحه فيرده

وناديت في الإسلام حي على الهدى … فيالك من ظمآن قد حان ورده

فقلدته سيفا لزحف يقوده … لخزي عداك أو لزغف يقده

فإن لم يكن للهند يوما حديده … فمن يعرب العليا شباه وحده

وإن يك في سرو اليمانين أصله … فطاعته في عبد شمس ووده

وإن أنجبته أزده وتجيبه … فصفوته عدنانه ومعده

أما وتحلى دون ملكك نصله … لقدما تحلى من سنائك غمده

لملك نمى عبد المليك ملوكه … وأنجم نور من هشام تمده

بكل إمام ناصر أنت صنوه … وكل مليك قاهر أنت نده

نموك إلى بيت النبوة وابتنوا … لك الشرف الفرد الذي أنت فرده

فأفخر بمن قرب النبيين فخره … وأمجد بمن مجدالخلائف مجده

ومن كل حق في الخلافة حقه … وكل إمام في البرية جده

بومن أمه أجياد والركن ظئره … ومرضعه البطحاء والحجر مهده

له حرم الإتهام والغور غوره … ومنهج سبل الحج والنجد نجده

وحيث اعتلى صوت الملبي وحجه … وحيث انتهى صدر الحجيج ووخده

مناقب سارت في معالم كنهها … عقول بني الدنيا وما حد حده

وفخر لو استنجدت في وصفه الورى … لأسأر من عد الحصى من يعده

ولم يبل ما أبلاه آباء منذر … لأولهم بل مفخر تستجده

وحق على يمنى يدي بقاؤه … جديدا على مر الزمان وخلده

بغرب لسان لو أباري به الورى … مدى الدهر لم يبلغ نصيفي مده

عليما بأن من ألحدت فيك نفسه … ففي لهوات الذيب والذبخ لحده

ومن يبغ في الآفاق عنك مراغما … فوجدانه في ملتقى الخيل فقده

ومن يتخذ في غير بحرك موردا … فلم يتخذ إلا لنعليك خده

أفلا أمل إلا إليك انتهاؤه … ولا ملك إلا إليك مرده