كم أستطيل تضللي وتلددي – ابن دارج القسطلي
كم أستطيل تضللي وتلددي … وأروح في ظلم الخطوب وأغتدي
والأرض مشرقة بنوري ربها … والفجر منبلج لعين المهتدي
بأغر من بيت النبوة والهدى … كالبدر من ولد النبي محمد
القاسم المقسوم راحة كفه … في بسط معروف وقبض مهند
الهاشمي الطالبي الفاطمي … الوارث العليا بأعلى قعدد
أهدى إلى الدنيا علي هدية … في طي أردية النهى والسودد
حتى تجلى للمكارم والعلا … بدر تنقل في بروج الأسعد
متقدما من مشرق في مشرق … متنقلا من سيد في سيد
من كل روح بالعفاف مقدس … في كل جسم بالسناء مقلد
بعدوا عن الرجس الذميم وطهروا … في منشأ للمنجبين ومولد
ولرب موجود ولما يوجد … منهم ومفقود كأن لم يفقد
ما بشروا بالفوز حتى بشروا … بأبر من خلف الجدود وأمجد
لهم زكي صلاتنا ودعاؤنا … في كل خطبة منبر وتشهد
ومكانهم من قلب كل كتيبة … كمكانهم من قلب كل موحد
هم أنجبوك لسان صدق عنهم … فرعا يطيب لنا بطيب المحتد
وهم رضوك لكل خطب فادح … واستخلفوك لكل غاو معتد
ولصوت داع بالصريخ مثوب … ولفك عان بالخطوب مقيد
ملك تشاكه جوده وجواده … إن كر نحو مبارز أو مجتد
أعيا علي أهاديات جياده … في الروع أهدى أم نداه في الندى
لا الفارس الأقصى بمعجزه ولا … جدواه للأدنين دون الأبعد
سيف الخلافة في العدى وأمينها … دون الغبوب وزينها في المشهد
يبلي جوانحها بنفس مخاطر … وينيم أعينها بعين مسهد
جهد الكرام وما دنوا من غاية … أحرزتها متأنيا لم تجهد
بك أخمدت نيرانها من فتنة … لولاك يابن نبينا لم تخمد
من ذا سواك إذ الرجال تدافعوا … رأيا يؤلفها برأي أوحد
وإذا الصوارم جردت في فتنة … عمياء تغمدها بسيف مغمد
ولرب مشعلة الرماح كففتها … عفوا وما زعزعت حبوة مرتد
يا من إذا علقت يدي بيمينه … فالكاشحون أقل ما ملكت يدي
وإذا عقلت رواحلي بفنائه … فقد اقتضيت ضمان يومي عن غد
وعدتني الدنيا شقيقك مفزعا … من سوء عادية الزمان الأنكد
وكفى ببشرك لي بشيرا بالمنى … وقبول وجهك منجزا للموعد
يابن الشفيع بنا وأكرم أسوة … للمقتدين وأنت أجدر مقتد
امدد يمينك شافعا ومشفعا … تحز الثناء مخلدا بمخلد
يابن الوصي علي أوص سميه … ألا يضيع سمي جدك أحمد
يا صفوة الحسنين كم قد أحسنا … إصغاء ود النازح المتودد
يأيها القمران أين سناكما … عن مطبق في ليل هم أسود
يأيها الغيثان هل لكما إلى … روض النهى والعلم في الترب الصدي
يا فرقدي قطب الخلافة جهزا … مهدي السلام لفرقد من فرقد
فلأجعلن ثناء ما أوليتما … زادا لكل مكوف أو منجد
حتى يسمع طيب ما أثني به … قبر بطيبة أو بصحن المسجد
وإذا وردنا حوض جدك فاستمع … وأبوك يسقي للرواء السرمد
شكر الذي أرحبتما من منزلي … وثناء ما رفهتما من مورد
في ستة ضعفوا وضعف عدهم … حملا لمبهور الفؤاد مبلد
شد الجلاء رحالهم فتحملت … أفلاذ قلب بالهموم مبدد
وحدت بهم صعقات روع شردت … أوطانهم في الأرض كل مشرد
لا ذات خدرهم يرام لوجهها … كن ولا ذو مهدهم بممهد
عاذوا بلمع الآل في مد الضحى … من بعد ظل في القصور ممدد
ورضوا لباس الجود ينهك منهم … بالبؤس أبشار النعيم الأرغد
واستوطنوا فزعا إلى بحر الندى … أهوال بحر ذي غوارب مزبد
من كل عار بالتجمل مكتس … ومزود بالصبر غير مزود
ولنعم جبر الفقر من بعد الغنى … والذل بعد العز آل محمد