الشمس – عبدالله البردوني
أطلّت من الأفق بنت السماء … مغلّفة بالشعاع الندي
ووشّت بساط الفضا بالسنا … و باللّهب البارد العسجدي
و بالوهج الدافيء المشتهي … وبالمنظر السحري الأجود
فجنّت بها نشوات الصبا … و فاضت بصدر الضحا الأمرد
و أهدت سناها السماوي إلى … رءوس الربا و اثرى الأوهد
إلى الطود و السهل و المنحنى … إلى الماء و الطين و الجلمد
إلى الكوخ و القصر مهد الغنى … إلى السوق و السجن و المعبد
ووزّعت النور في العالمـ … ين و جادت على العبد و السيّد
على المترفين على البائـ … سين على المجتدى و على المجتدي
و أدّت رسالتها حرّة … إلى أقرب الكون و الأبعد
جرى عدل بنت السما في الوجو … د حفيا بجيّده و الردي
و أنفقت النور أمّ الضحا … فزادت ثراء إلى سؤدد
و أربت جمالا وزادت سنا … ونورا إلى نورها السرمدي
و طالت حياة فما تنتهي … من العمر إلاّ لكي تبتدي
و أعطت فدام سنا ملكها … جديد الصبى دائم المولد
و ما زادها كثر إنفاقها … سوى الترف الأكثر الأخلد
لقد ضرب الله أمثاله … و من يضلّل الله لا يهتدي