اسمَعْ نفائس ما يأْتيكَ مِنْ حِكَمي – أحمد شوقي
اسمَعْ نفائس ما يأْتيكَ مِنْ حِكَمي … وافهمهُ فهمَ لبيبٍ ناقدٍ واعي
كانت على زَعمهِمْ فيما مَضى غَنَمٌ … بأَرضِ بغدادَ يَرعَى جَمْعَها راعي
قد نام عنها، فنامَتْ غيْرَ واحدة ٍ … لم يدعها في الدَّياجي للكرى داعي
أمُّ الفطيمِ ، وسعدٍ ، والفتى علفٍ … وابنِ کمِّهِ، وأَخيه مُنْية ِ الرَّاعي
فبينَما هي تحتَ الليْل ساهرة ٌ … تحييهِ ما بين أوجالٍ وأوجاعِ
بدا لها الذِّئبُ يسعى في الظلامِ على … بُعْدٍ، فصاحت: أَلا قوموا إلى الساعي
فقامَ راعي الحمى المرعيِّ منذعراً … يقولُ : أين كلابي أين مقلاعي ؟
وضاقَ بالذِّئْبِ وجهُ الأَرض من فَرَق … فانسابَ فيه انسيابَ الظَّبي في القاع
فقالتِ الأُمُّ: يا للفخرِ كان أبي … حُرّاً، وكان وفِيّاً طائلَ الباعِ
إذا الرُّعاة على أَغنامها سَهِرَتْ … سَهرْتُ من حُبِّ أَطفالي على الرّاعي