أواصلٌ أنتَ أمَّ العمرْ أمْ تدعُ – جرير
أواصلٌ أنتَ أمَّ العمرْ أمْ تدعُ … أمْ تَقطَعُ الحَبْلُ منهم مثل ما قطعُوا
تَمّتْ جَمالاً وَدِيناً لَيسَ يقْرَبُهَا … قَسُّ النّصَارَى وَلا من همّها البِيَعُ
مَنْ زَائرٌ زَارَ لَمْ تَرْجِعْ تَحيّتهُ، … ماذا الذي ضرهمْ لو أنهمْ رجعوا
حَلأتِ ذا غُلّة ٍ، هَيمانَ عن شرَعٍ، … لو شئتَ روى غليلَ الهائمِ الشرع
ما ردكمْ ذا لباناتٍ بحاجتهِ … قد فاتَ يومئذٍ منْ نفسهِ قطعُ
بلْ حاجة ٌ لكَ في الحيَّ الذينَ غدوا … مروا على السرذي الأغيال فاجتزعوا
حلوا الأجارعَ منْ نجدٍ وما نزلوا … أرْضاً بها يَنبُتُ النَّيْتُونُ وَالسّلَعُ
بَاعَدْتِ الوَصْلِ إلاّ أنْ يُجَرّ لَنَا … حبلُ الشموسِ فلا يأسٌ ولا طمع
لا لومَ إذْ لجِ في منعِ أقاربها … إنَّ الفؤادَ معَ الشيءِ الذي منعوا
ماذا تذكرُ وصلٍ لمْ يكنْ صدداً … أمْ ما زيارة ُ ركبٍ قلما هجعوا
قَرّبْتُ وَجْنَاء لَمْ يَعْقِدْ حَوَالبَها … طيُّ الصِّدار وَلمْ يُرْشَحْ لهَا رُبَعُ
كأنها قارحٌ طارتْ عقيقتهُ … يرعى السماوة َ أو طاوٍ بهِ سفع
كانَ الذينَ هجوني منْ ضلالتهمْ … مثلَ الفراشِ وحرَّ النارِ إذْ يقعُ
أصْبَحْتُ عندَ وُلاة النّاس أثْبَتَهُمْ … فُلْجاً وَأبْعَدَهُمْ غَلواً إذا نَزَعُوا
لولا الخليفة ُ والقرآنُ يقرأهُ … مَا قامَ للنّاس أحكامٌ وَلا جُمَعُ
أنْتَ الأمينُ، أمينُ الله، لا سَرَفٌ … فيما وَليتَ، وَلا هَيّابَة ٌ وَرَعُ
مثْلُ المُهَنّد لَمْ تُبْهَرْ ضَريبَتُهُ … لمْ يَغْشَ غَرْبيْه تَفْليلٌ وَلا طَبَعُ
وارى الزنادِ منَ الأعياصِ في مهلٍ … فالعالَمُونَ، لمَا يَقضي به، تَبَعُ
ما عدُّ قومٌ باحسانٍ صنيعهمُ … إلاَّ صنيعكمُ فوقَ الذي صنعوا
أنْتَ المُبَارَكُ يَهْدي الله شيعَتَهُ، … إذا تَفَرّقَتِ الأهْوَاءُ وَالشِّيَعُ
فَكُلُّ أمْرٍ عَلى يُمْنٍ أمَرْتَ به، … فينا مطاعٌ ومهما قلتَ مسستمعُ
أدلَيتُ دَلويَ في الفُرّاط فاغتَرفَتْ، … في الماء فَضْلٌ وَفي الأعطان مُتّسَعُ
إنّي سَيأتيكُمُ، وَالدّارُ نازحَة ٌ، … شكري وحسنُ ثناءِ الوفدِ إنْ رجعوا
يا آل مَرْوَانَ إنّ الله فَضّلَكُمْ … فَضْلاً عَظيماً على مَنْ دينُهُ البِدَعُ
الجَامعينَ، إذا ما عُدّ سَعْيُهُمُ، … جَمْعَ الكرَام وَلا يُوعونَ ما جمعُوا
تَلْقَى الرّجالَ إذا ما خيفَ صَوْلَتهُ … يَمْشُونَ هَوْناً وَفي أعنَاقهم خَضَعُ
فانْ عفوتَ فضلتَ الناسَ عافية ً … و إنْ وقعتَ فما وقعٌ كما تقعُ
ما كانَ ددونَكَ من مَقصى ً لحاجَتنا؛ … و لا وراءكَ للحاجاتِ مطلعُ
إنَّ البرية َ ترضى ما رضيتَ لها … إنْ سْرتَ سارُوا وَإن قلتَ ارْبعوا رَبعوا