أهاجَكَ، أم لا، بالمداخِلِ مَربَعُ، – جميل بثينة

أهاجَكَ، أم لا، بالمداخِلِ مَربَعُ، … ودارٌ، بأجراعِ الغَديرَينِ، بَلقَعُ؟

ديارٌ لسَلمى ، إذ نحِلّ بها معاً، … وإذ نحن منها بالمودة ِ نطمعُ

وإن تكُ قد شطّتْ نواها ودارُها، … فإنّ النوى ّ مما تشتُ وتجمعُ

إلى الله أشكو، لا إلى الناس، حبَّها، … ولا بُدّ من شكوى حبيبٍ يُروَّع

ألا تَتّقِينَ الله فيمَن قتلتهِ، … فأمسى إليكم خاشعاً يتضرّع؟

فإنْ يكُ جثماني بأرضِ سواكم، … فإنّ فؤادي عندكِ الدهرَ أجمع

إذا قلتُ هذا، حين أسلو وأَجْتَري … على هجرها، ظلّتْ لها النفسُ تَشفَع

ألا تَتّقِينَ الله في قَتْلِ عاشقٍ، … له كَبِدٌ حَرّى عليكِ تَقَطّع

غريبٌ، مَشوقٌ، مولَعٌ بادّكاركُمْ، … وكلُّ غريبِ الدارِ بالشّوقِ مُولَع

فأصبحتُ، مما أحدث الدهرُ، موجعَاً، … وكنتُ لريبِ الدهرِ لا أتخشّع

فيا ربِّ حببني إليها، وأعطني … المودة َ منها، أنتَ تعطي وتمنعُ

وإلاّ فصبرني، وإن كنتُ كارهاً، … فإنّي بها، يا ذا المَعارج، مُولَعُ

وإن رمتُ نفسي كيف آتي لصَرمِها، … ورمتُ صدوداً، ظلّتِ العينُ تدمَع

جزعتُ خذارَ البينِ يومَ تحملوا … ومن كان مثلي، يا بُثينة ُ، يجزَع

تمتّعْتُ منها، يومَ بانوا، بنظرة ٍ، … وهل عاشقٌ، من نظرة ِ، يتمتعُ؟

كفى حزناً للمرءِ ما عاشَ أنهّ، … ببينِ حبيبِ، لا يزالُ يروعُ

فواحزنا لو ينفعُ الحزنُ أهلَه، … وواجَزَعَا لو كان للنفسِ مَجزَع

فأيُّ فؤادٍ لا يذوبُ لما أرى ، … وأيُّ عيونٍ لا تجود فتدمَع؟