أمنَ منزلٍ قفرٍ تعفتْ رسومهُ – جميل بثينة
أمنَ منزلٍ قفرٍ تعفتْ رسومهُ … شَمال تُغاديهِ، ونَكباءُ حَرجَفُ
فأصبحَ قفراً، بعدما كان آهِلاً، … وجملُ المنى تشتوُ بهِ وتصيفُ
ظللتُ، ومُستَنٌّ من الدمع هامِلٌ … من العين، لما عجتُ بالدارِ، ينزفُ
أمُنصِفَتي جُمْلٌ، فتَعدِلَ بيننا، … إذا حكَمَتْ، والحاكمُ العَدلُ يُنصِفُ
تَعلّقتُها، والجسمُ مني مُصَحَّحٌ، … فما زال ينمي حبُّ جملٍ، وأضعفُ
إلى اليوم، حتى سلّ جسمي وشفنين … وأنكرتُ من نفسي الذي كنت أعرفُ
قَناة ٌ من المُرّان ما فوقَ حَقوِها، … وما تحتَه منها نَقاً يتقصّفُ
لها مُقْلتا ريمٍ، وجِيدُ جِدايَة ٍ، … وكشحق كطيّ السابرية أهيفُ
ولستُ بناسٍ أهلها، حين أقبلوا، … وجالوا علينا بالسيوفِ، وطَوّفوا
وقالوا: جميلٌ بات في الحيّ عندها، … وقد جردوا أسافهم ثم وقفوا
وفي البيتِ ليْثُ الغاب، لولا مخافة ٌ … على نفس جملُ، وإلالهِ، لأرعفوا
هممتُ، وقد كادت مراراً تطلعتْ … إلى حربهم، نفسي، وفي الكفْ مرهفُ
وما سرني غيرُ الذي كان منهمُ … ومني، وقد جاؤوا إليّ وأوجفوا
فكم مرتجٍ أمراً أتيحَ له الردى ّ، … ومن خائفٍ لم ينتقضهُ التخوفُ
أإن هَتَفَتْ وَرقاءُ ظِلتَ، سَفاهَة ً، … تبكي، على جملٍ، لورقاءَ تهتفُ؟
فلو كان لي بالصرم، يا صاحِ، طاقة ٌ، … صرمتُ، ولكني عن الصرمِ أضعفُ
لها في سوادِ القلب بالحبَّ منعة ُ، … هي الموت، أو كادت على الموت تشرفُ
وما ذكرتكِ النفسُ، يا بثنَ، مرة ً … من الدهر، إلاّ كادت النفسُ تُتلَف
وإلاّ اعترتني زَفرة ٌ واستِكانَة ٌ، … وجادَ لها سجلٌ من الدمع يذرفُ
وما استطرفتْ نفسي حديثاً لخلة ٍ، … أُسَرّ به، إلاّ حديثُك أطرَفُ
وبين الصّفا والمَرْوَتَينِ ذكرتُكم … بمختلفٍ، والناس ساعٍ ومُوجِف
وعند طوافي قد ذكرتكِ مرة ً، … هي الموتُ، بل كادت على الموت تضعفُ