أتَنْسى َ دارَتَيْ هَضَبَاتِ غَوْلٍ، – جرير
أتَنْسى َ دارَتَيْ هَضَبَاتِ غَوْلٍ، … و إذ وادي ضرية َ خيرُ وادي
و عاذلة ٍ تلومُ فقلتُ مهلاً … فَلا جَوُرِي عَلَيكَ وَلا اقتصَادِي
فليتَ العاذلاتِ يدعنَ لومي … وَلَيْتَ الهَمّ قَدْ تَرَكَ اعتِيادي
نرى شرباً لهُ شرعٌ عذابٌ … فنمنعُ والقلوبُ لهُ صوادي
قَلِيلٌ مَا يَنَالُكَ مِنْ سُلَيْمى َ … عَلى طُولِ التّقَارُبِ وَالبِعَاد
خصيتُ مجاشعاً وشددتَ وطيء … عَلى أعْنَاقِ تَغْلِبَ وَاعتِمَادِي
و ما رامَ الأخطيلُ منْ صفاتي … وَقَدْ صَدّعتُ صَخرَة َ مَن أُرَادي
أتحكمُ للقيونِ كذبتَ إنا … ورثنا المجدَ قبلِ تراثِ عادِ
وَيَرْبُوعٌ فَوَارِسُ غَيْرُ مِيلٍ، … إذا وَقَفَ الجَبَانُ عَنِ الطّرَادِ
فما شهدَ القيونُ غداة َ رعنا … بَني ذُهْلٍ وَحَيَّ بَني مَصَادِ
وَقَدْ رُعْنَا فَوَارِسَ آلِ بِشْرٍ، … بذاتِ الشيحِ منْ طرقِ الأيادِ
عنا فينا الهذيلُ فما عطفتمْ … بحامٍ يومَ ذاكَ ولا مفادِ
يُمَارِسُ غُلَّ أسْمَرَ سَمْهَرِيٍّ … قصيرَ الخطوِ مختضعَ القيادِ
وَمَا رَهْطُ الأخَيطِلِ إذْ دَعاهم … بغرٍّ بالعشى ولا جعادَ
ينَامُ التّغلبيّ، وَمَا يُصَلّي، … وَيُضْحي غَيرَ مُرْتَفِعِ الوِسَادِ
أُنَاسٌ يَنْبُتُونَ بِشَرّ بَذْرِ، … وَبَذْرُ السُوء يُوجَدُ في الحَصَادِ