مصطفى صادق الرافعي
أبصرتهُ تحتَ ظلامِ الدجى – مصطفى صادق الرافعي
أبصرتهُ تحتَ ظلامِ الدجى … تضيءُ في خديهِ لي جمرتانِ فقلتُ في الخدينِ نارُ الحشا … فقالَ لكنْ فيهما جنتانِ
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى – مصطفى صادق الرافعي
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى … وقديماً عهدتها تتوانى ذهبت بالصبا سلامٌ عليها … من فؤادٍ بحبها ملآنا كل ذي حالة سيمنى بأخرى … ويلاقي بعد الزمانِ زمانا والفتى من إذا تغيرَ حالٌ … لم يقف في وجوهِهِ حيرانا هذهِ ساعة الحصادِ...
رأَيتُ الهوى والخمر سيين غدرةً – مصطفى صادق الرافعي
رأَيتُ الهوى والخمر سيين غدرةً … وليسا على قلبي الحزين بسيين إذا أتوارى يطلبانِ فضيحتي … فتظهر في وجهي ويظهرُ في عيني
قالوا جفتك ولا تنفكُّ تذكرها – مصطفى صادق الرافعي
قالوا جفتك ولا تنفكُّ تذكرها … إن النصيحةَ سلوانٌ بسلوانِ فقلتُ عينيَ مني وهْيَ إنْ رمدتْ … فلا يكونُ دواها كحلُ عميانِ نأَتْ دنَتْ وصلَتْ ضمتْ نفتْ هجرتْ … في كلِّ ذلك أهواها وتهواني
رأيناهُ يخطرُ في روضةٍ – مصطفى صادق الرافعي
رأيناهُ يخطرُ في روضةٍ … كأنْ قد تعلمَ من بانها فكانتْ بهِ جنةُ العاشقين … وكانَ فؤادي كرضوانها وما سميَّ الروضُ باسمِ الجنان … لو لم يكن بعضَ ولدانها
سهرتُ والليلُ أمسى للورى سكنا – مصطفى صادق الرافعي
سهرتُ والليلُ أمسى للورى سكنا … فمن يدلُّ على أجفاني الوسنا؟ أرعى كواكِبها حتى إذا أفلتْ … ألقيتُ للطيرِ في تحنانها الأذنا واسألِ الحبَّ عن روحي وعن بدني … فلا أرى لي لا روحاً ولا بدنا وما نظرتُ لأعضائي وقد بليتْ …...
باللهِ يا بدرَ السما هل درى – مصطفى صادق الرافعي
باللهِ يا بدرَ السما هل درى … أخوكَ أني في غمارِ المنونْ يقتلني الشوقُ وهذا النَّوى … وذلكَ السحرُ وتلكَ العيون أحْسِبُني كسرى لتيهي بهِ … لو لم أكن أبطنتُ ما يعبدونْ وما أرى الدنيا سوى دولتي … ومن فنونِ الحبِّ هذا...
ذهباً هاتِ وإلا فُلجينْ – مصطفى صادق الرافعي
ذهباً هاتِ وإلا فُلجينْ … إنَّ هذي الراحَ بنتُ القمرينْ هاتها كلتيهما ثمَّ اسقني … وكلَّ الأفراحَ لي بالقدحينْ هي في العينينِ نورٌ ساطعٌ … وهواءٌ منعشٌ في الرئتينْ أخرجوها من حشا الدّنِّ ونا … دوا حنيناً ليرى بنتُ حنينْ ثم لفوها...
إن لم يكن عندكِ ما عندنا – مصطفى صادق الرافعي
إن لم يكن عندكِ ما عندنا … فمن رَمى الخَصْرَ بهذا الضَّنَى ما لكِ تخفينَ الهوى والهوى … يقولُ في عينيكِ لي ها أنا وتلكَ أنفاسكِ نمّامةٌ … وبينَ نهديكِ أرى مَكْمنا حسبيَ ذا الوجهُ وألوانهُ … وما دليلُ الشمسِ إلا السَّنا...
رأيتُ نساءَ الزمانِ كثاراً – مصطفى صادق الرافعي
رأيتُ نساءَ الزمانِ كثاراً … وحسبكَ واحدةٌ في الزمانْ فإن رمتها فالتمسْ وصفها … فقدء ميزتْ بصفاتٍ ثمانْ بوجهِ الجمالِ ورأسِ الذكاءِ … وعينِ العفافِ وصدقِ اللسانْ وقلبِ الحبِّ وصدرِ الصبورِ … ونفسِ الكمالِ ودمِّ الحنانْ وتلكَ هي السعدُ من نالها …...
بأبي الذي كتبت يداه تحيتي – مصطفى صادق الرافعي
بأبي الذي كتبت يداه تحيتي … وكسا الكلامَ بنعسةِ الأجفانِ وأرى محاسنهُ على ألفاظهِ … ودموع عينيهِ على العنوانِ وكأنما كانَ اللسانُ يراعَهُ … ومدادُه من مهجةِ الولهانِ فكتابهُ عندي وكتْبي عندهُ … غنجُ الحبيبِ وآهةُ الثكلانِ
إذا غبتَ عن أعيني لم أجدْ – مصطفى صادق الرافعي
إذا غبتَ عن أعيني لم أجدْ … سواكَ تقرُّ بهِ أعيني
كففتُ يدي عن الشرِّ – مصطفى صادق الرافعي
كففتُ يدي عن الشرِّ … وأصغيتُ لهُ أذني لأعلمَ إنْ نبذتُ فتىً … سفيهاً كيفَ ينبذني فلا بالمكرِ آخذهُ … ولا بالمكرِ يأخذني
أيكُ العصافيرِ والدنيا عليَّ أسىً – مصطفى صادق الرافعي
أيكُ العصافيرِ والدنيا عليَّ أسىً … أما تُرَوَّحُ عني بعضُ أحزاني لي فيكَ عصفورةٌ لو أنها نطقتْ … رأيتَ كيفَ يُعادُ الميتُ الفاني ما صوَّرَ الناس في الأنوارِ أجنحةً … إلا غداةَ بدا منها الجناحانِ فويحَ قلبي ما من مرّةٍ صدحتْ …...
أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى – مصطفى صادق الرافعي
أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى … إنني كدتُ بعدهُ أن أجِنَّا كلُّ يومٍ أظلُّ أسالُ عنهُ … من أراهُ وليسَ يسألُ عنا ألفَ البخلَ لا يردُّ سلامي … وتناسى أيامَ كانَ وكنَّا وأرى كُتْبهُ دوائي على البعدِ … من الشوقِ والجفاءِ فَضَنَّا...
أتاني بعدَ فرقتنا سلامٌ – مصطفى صادق الرافعي
أتاني بعدَ فرقتنا سلامٌ … فكيفَ وعذَّلي حولي أتاني تقولُ أأنت لا تنفكُّ حياً … تعاني من هولنا ما تعاني كفى هجراً فقد أصبحتُ نضوا … تمرُّ بي العيونُ ولا تراني ولو هبَّ النسيمُ عليَّ يوماً … لزحزحني وربكِ عن مكاني وها...
لكم سادتي أجلُّ احترامي – مصطفى صادق الرافعي
لكم سادتي أجلُّ احترامي … وعليكمْ تحيتي وسلامي وإليكم أسوقُ عني حديثاً … حكماً جلَّ قدرها في الكلام كنتُ في حجرِ والديَّ رضيعاً … همتي في البكاء أو في المنام ثم أصبحتُ بعد ذلكَ طفلاً … لا أقاسي سوى عذاب الفِطام ثم...
رأيتُ ذا الكونَ كلهُ تعبُ – مصطفى صادق الرافعي
رأيتُ ذا الكونَ كلهُ تعبُ … سيانَ فيهِ الوجودُ والعدمُ والناسُ كالنائمينَ ما لبثوا … فكلُّ ما يشهدونهُ حلمُ أبدعَ ذاتُ العمادِ مبدعُها … فأينَ راحت بأهلها إرمُ