كان لبعضهمْ حمارٌ وجملْ – أحمد شوقي
كان لبعضهمْ حمارٌ وجملْ … نالهما يوماً من الرقّ مللْ
فانتظرَا بَشائِرَ الظَّلماءِ … وانطَلقا معاً إلى البَيْداءِ
يجتليان طلعة َ الحريَّهْ … وينشقانِ ريحها الزكيَّهْ
فاتفقا أن يقضيا العمرَ بها … وارتضَيا بمائِها وعُشبِها
وبعدَ ليلة ٍ من المسيرِ … التفت الحِمارُ لِلبعيرِ
وقال: كربٌ يا أَخي عظيمُ … فقفْ، فمشي كلَّهُ عقيمُ
فقال: سَلْ فِداكَ أُمِّي وأَبي … عسى تَنالُ بي جليلَ المطلبِ
قال: انطلقْ معي لإدراكِ المُنى … أَو انتظِر صاحبَكَ الحرَّ هنا
لابدّ لي من عودة للبلد … لأَنني تركتُ فيه مِقوَدِي
فقال سر والزَمْ أَخاك الوتِدا … فإنما خُلِقْتَ كي تُقيَّدا