أعِنّي عَلَى بَرْقٍ أراهُ وَمِيضِ – امرؤ القيس

أعِنّي عَلَى بَرْقٍ أراهُ وَمِيضِ … يُضيءُ حَبِيّاً في شَمارِيخَ بِيضِ

ويهدأ تاراتٍ وتارة ً … ينوءُ كتعتاب الكسير المهيض

وَتَخْرُجُ مِنْهُ لامِعَاتٌ كَأنّهَا … أكُفٌّ تَلَقّى الفَوْزَ عند المُفيضِ

قَعَدْتُ لَهُ وَصُحُبَتي بَينَ ضَارجٍ … وبين تلاع يثلثَ فالعريض

أصَابَ قَطَاتَينِ فَسالَ لِوَاهُمَا … فوادي البديّ فانتحي للاريض

بِلادٌ عَرِيضَة ٌ وأرْضٌ أرِيضَة ٌ … مَدَافِعُ غَيْثٍ في فضاءٍ عَرِيضِ

فأضحى يسحّ الماء عن كل فيقة … يحوزُ الضبابَ في صفاصف بيضِ

فأُسْقي بهِ أُخْتي ضَعِيفَة َ إذْ نَأتْ … وَإذْ بَعُدَ المَزَارُ غَيرَ القَرِيضِ

وَمَرْقَبَة ٍ كالزُّجّ أشرَفْتُ فَوْقَهَا … أقلب طرفي في فضاءٍ عريض

فظَلْتُ وَظَلّ الجَوْنُ عندي بلِبدِهِ … كأني أُعَدّي عَنْ جَناحٍ مَهِيضِ

فلما أجنّ الشمسَ عني غيارُها … نزلت إليه قائماً بالحضيض

أُخَفّضُهُ بالنَّقْرِ لمّا عَلَوْتُهُ … ويرفع طرفاً غير جافٍ غضيض

وَقد أغتَدِي وَالطيّرُ في وُكُنَاتِهَا … بمنجردٍ عبل اليدين قبيض

لَهُ قُصْرَيَا غَيرٍ وَسَاقَا نَعَامَة ٍ … كَفَحلِ الهِجانِ يَنتَحي للعَضِيضِ

يجم على الساقين بعد كلاله … جُمومَ عُيونِ الحِسي بَعدَ المَخيضِ

ذعرتُ بها سرباً نقياً جلودهُ … كما ذعر السرحانُ جنب الربيض

وَوَالَى ثَلاثاً واثْنَتَينِ وَأرْبَعاً … وغادر أخرى في قناة الرفيض

فآب إياباً غير نكد مواكلٍ … وأخلفَ ماءً بعد ماءٍ فضيض

وَسِنٌّ كَسُنَّيْقٍ سَنَاءً وَسُنَّماً … ذَعَرْتُ بمِدْلاجِ الهَجيرِ نَهُوضِ

أرى المرءَ ذا الاذواد يُصبح محرضاً … كإحرَاضِ بَكْرٍ في الدّيارِ مَرِيضِ

كأن الفتى لم يغنَ في الناس ساعة … إذا اختَلَفَ اللَّحيانِ عند الجَرِيضِ