لمنِ الديارُ رسومهنَّ خوالي – جرير
لمنِ الديارُ رسومهنَّ خوالي … أقفرنَ بعدَ تأنسٍ وحلالِ
عَفّى المَنَازِلَ، بَعْدَ مَنزِلِنا بها، … مَطرٌ وَعاصِفُ نَيْرَجٍ مِجْفَالِ
عادتْ تقاى َ على هوايَ وَ ربما … حنتَ إذا ظعنَ الخليطُ جمالي
وَلَقَدْ أرَى المْتَجاوِرِينَ تَزَايلُوا … مِنْ غَيرِ ما تِرَة ٍ، وَغَيرِ تَقَالي
إنّي، إذا بَسَطَ الرّمَاة ُ لِغَلْوِهِمْ … عندَ الحفاظِ غلوتُ كلَّ مغالي
رفعَ المطيُّ بما وسمتُ مجاشعاً … و الزنبريُّ يعومُ ذو الأجلالِ
في ليلتينِ إذا حدوتُ قصيدة ً … بَلَغَتْ عُمَانَ وَطَيّءَ الأجْبَالِ
هذا تقدمنا وزجرى مالكاً … لا يردينكَ حينُ قينكَ مالِ
لمّا رَأوْا جَمَّ العَذابِ يُصِيبُهُمْ، … صارَ القيونُ كساقة ِ الأفيالِ
يَا قُرْطُ إنّكُمُ قَرِينَة ُ خِزْيَة ٍ، … وَاللؤمُ مَعْتَقِلٌ قُيُونَ عِقَالِ
أمْسَى الفَرَزْدَقُ للبَعيثِ جَنِيبَة ً، … كابنِ اللبونِ قرينة َ المشتالِ
أرْداكَ حَيْنُكَ يا فَرَزْدَقُ مُحْلِباً، … ما زَادَ قَوْمَكَ ذاك غَيرَ خَبَالِ
و لقدْ وسمتُ مجاشعاً بأنوفها … وَلَقَدْ كَفَيتُكَ مِدحة َ ابنِ جِعالِ
فانفخ بكيركَ يا فرزدقُ إنني … في بَاذِخٍ لِمَحَلّ بَيْتِكَ عَالي
لمّا وَلِيتَ لِثَغْرِ قَوْمي مَشْهَداً، … آثرتُ ذاكَ على بني ومالي
إني ندبتُ فوارسي وَ فعالهمْ … و ندبتَ شرَّ فوارسٍ وفعالِ
نحنُ الولاة ُ لكلَّ حربٍ تتقي … إذْ أنتَ محتضرٌ لكيركَ صالي
مَنْ مِثلُ فارِسِ ذي الخِمارِ وَقَعْنبٍ … و الحنتفينِ لليلة ِ البلبالِ
و الردفِ إذْ ملكَ الملوكَ ومنْ لهُ … عِظمُ الدّسائِعِ كُلّ يَوْمِ فِضَالِ
الذّائِدونَ، إذا النّساءُ تُبُذّلتْ، … شهباءَ ذاتَ قوانسٍ ورعال
قَوْمٌ هُمُ غَمّوا أبَاكَ، وَفِيهِمُ … و حسبٌ يفوتُ بني قفيرة َ عالي
إنّي لَتَسْتَلِبُ المُلُوكَ فَوَارِسِي، … و ينازلونَ إذا يقالُ نزالِ
منْ كلَّ أبيضَ يستضاءُ بوجههِ … نظرَ الحجيجِ إلى خروجِ هلالِ
تمضي أسنتنا وتعلمُ مالكٌ … أنْ قدْ منعتُ حزونتي ورمالي
فاسألُ بذي نجبٍ فوارسَ عامرٍ … وَاسألْ عُيَيْنَة َ يَوْمَ جزْعِ ظِلالِ
يا ربَّ معضلة ٍ دفعنا بعدما … عيَّ القيونُ بحيلة ِ المحتالِ
إنَّ الجيادَ يبتنَ حولَ قبابنا … منْ آلِ أعوجَ أوْ لذي العقالِ
منْ كلَّ مشترفٍ وَ إنْ بعدَ المدى … ضَرِمِ الرَّقاقِ مُنَاقِلِ الأجْرَالِ
مُتَقَاذِفٍ تَلِعٍ، كَأنّ عِنَانَهُ … عَلِقٌ بِأجْرَدَ مِنْ جُذُوعِ أوَالِ
صَافي الأدِيمِ إذا وَضَعْتَ جِلالَهُ، … ضَافي السَّبيبِ، يَبيتُ غيرَ مُذالِ
و المقرباتُ نقودهنَّ على َ الوجى … بَحْثَ السّبَاعِ مَدَامعَ الأوْشَالِ
تلكَ المكارمُ يا فرزدقُ فاعترفْ … لا سَوْقُ بكْرِكَ يَوْمَ جوْفِ أُبَالِ
أبَني قُفَيرَة َ مَنْ يُوَرِّعُ وِرْدَنَا، … أمْ مَنْ يَقُودُ لشِدّة ِ الأحْمَالِ
أحسبتَ يومكَ بالوقيطِ كيومنا … يومَ الغبيطِ بقلة ِ الأدحال
لا يَخْفَيَنّ عَلَيْكَ أنّ مجاشِعاً … شَبَهُ الرّجَالِ وَمَا همُ بِرِجَالِ
أمّا سِبَابي، فَالعَذابُ عَلَيْهِمُ، … و الموتُ للنخباتِ عندَ قتالي
كالنِّيبِ خَرّمَها الغَمَائِمُ، بَعدَما … ثَلّطْنَ عَنْ حُرُضٍ بجَوْفِ أُثَالِ
جُوفٌ مَجَارِفُ للخَزِيرِ، وَقد أوَى … سلبُ الزبيرِ إلى َ بني الذيالِ
لاقَيْتَ أعْيَنَ وَالزُّبَيرَ وَجِعْثِناً، … أعْدالَ مُخْزِيَة ٍ عَلَيْكَ ثِقَالِ
و دعا الزبيرُ مجاشعاً فترمزتْ … لِلْغَدْرِ ألأمُ آنُفٍ وَسِبَالِ
يا لَيتَ جارَكُمُ الزّبَيرَ وَضَيْفَكُمْ … إيّايَ لَبّسَ حَبْلَهُ بِحِبَالي
أللهُ يعلمُ لوْ تناولَ ذمة ً … منا لجزعَ في النحورِ عوالي
و تقولُ جعثنُ إذَ رأتكَ منقباً … قُبّحْتَ مِنْ أسَدِ أبي أشْبَالِ
لا قَى الفَرَزْدَقُ ضَيعَة ً لمْ يُغْنِهَا؛ … إنَّ الفرزدقَ عنكِ في أشغالِ
ما بَالُ أُمّكَ إذْ تَسَرْبَلُ دِرْعَها، … و منَ الحديدِ مفاضة ٌ سربالي
حَمّمْتَ وَجهَكَ فَوْقَ كِيرِكَ قائماً … وَسَقَيْتَ أُمَّكَ فَضْلَة َ الجِرْيَالِ
شابتْ قفيرة ُ وَ هيَ فائرة ُ النسا … في الشَّوْلِ بَوَّ أصِرّة ٍ وَفِصَالِ
قَبَحَ الإلَهُ بَني خَضَاف وَنِسْوَة ً … كُوزاً عَلى حَنَقٍ وَرَهْطَ بِلالِ
وَلَدَ الفَرَزْدَقَ وَالصّعاصِعَ كُلَّهُمْ … عِلَجٌ كَأنّ وُجُوهَهُنّ مَقَالي
يا ضَبّ قَدّ فَرِغتْ يَميني فَاعْلَموا … طُلُقاً وَما شَغَلَ القُيُونُ شِمَالي
يا ضَبّ إني قَدْ طَبَخْتُ مُجاشِعاً … طبخا يزيلُ مجامعَ الأوصالِ
يا ضَبّ لَوْلا حَيْنُكمْ ما كُنْتُمُ … عرضاً لنبلي حينَ جدَّ نضالي
يا ضَبّ إنّكُمُ البِكَارُ، وَإنّني … متخمطٌ قطمٌ يخافُ صيالي
يا ضَبّ عَلّي أنْ تُصِيبَ مَوَاسِمي … تبعٌ إذا عدَّ الصميمُ موالي
يا ضَبّ إنّكُمُ لسَعْدٍ حِشْوَة ٌ، … مِثْلُ البِكَارِ ضَمّمْتَها الأغْفَالِ
يا ضَبّ إنّ هَوَى القُيُونِ أضَلّكمْ … كَضَلالِ شِيعَة ِ أعْوَرَ الدّجّالِ
فاتفخْ بكيركَ يا فرزدقُ وانتظرْ … في كَرْنَبَاءَ، هَدِيّة َ القُفّالِ
فَضَحَ الكَتيبَة َ يَوْمَ يَضْرِطُ قائِماً، … سلحُ النعامة َ شبة ُ بنُ عقالِ
ما السِّيدُ حِينَ نَدَبْتَ خالَكَ منهُمُ … كَبَني الأشَدّ، وَلا بَني النّزَالِ
خالي الذي اعتسرَ الهذيلَ وخيلهُ … في ضيقِ معتركٍ لها ومجالِ
جئني بخالكَ يا فرزدقُ واعلمنّ … أنْ لَيسَ خالُكَ بَالِغاً أخْوَالي