فَوَرِسُ قَيْسٍ يَمْنَعُونَ حِماُهُمُأزُرْتَ دِيارَ الحَيّ أمْ لا تَزُورُهَا؟ – جرير
فَوَرِسُ قَيْسٍ يَمْنَعُونَ حِماُهُمُأزُرْتَ دِيارَ الحَيّ أمْ لا تَزُورُهَا؟ … و أني منَ الحيَّ الجمادُ فدورها
وَمَا تَنْفَعُ الدّارُ المُحِيلَة ُ ذا الهوَى ، … إذا اسْتَنّ أعْرَافاً عَلا الدّارَ مُورُهَا
كأنَّ ديارَ الحيَّ منْ قدمِ البلى َ … قَرَاطيسُ رُهبانٍ أحالَتْ سطُورُهَا
كَمَا ضَرَبَتْ في مِعصَمٍ حارِثِيّة ٌ … يَمَانِيَة ٌ بِالوَشْمِ بَاقٍ نُؤورُهَا
تفوتُ الرماة َ الوحشِ وهيَ غريرة ٌ … و تخشى نوارُ الوحشَ ما لا يضيرها
لَئِنْ زَلّ يَوْماً بِالفَرَزْدَقِ حِلْمُهُ … وَكَانَ لقَيْسٍ حاسِداً لا يَضِيرهَا
منَ الحَينِ سُقَتَ الخُورَ خُورَ مُجاشعٍ … إلى حربِ قيسٍ وهيَ حامٍ سعيرها
كأنكَ يا بنَ القينِ واهبَ سيفهِ … لأِعْدائِهِ وَالحَرْبُ تَغْلي قُدُورُهَا
فلا تأمننَّ الحيَّ قيساً فانهمْ … بنو محصناتٍ لمْ تدنسُ حجورها
مَيامينُ خَطّارُونَ يَحمونَ نِسوَة ً؛ … مَناجيب تَغلُو في قُرَيشٍ مُهُورُهَا
الا إنما قيسٌ نجومٌ مضيئة ٌ … يشقُّ دجى الظلماءِ بالليلِ نورها
تعدُّ لقيسٍ منّ قديمِ فعالهمْ … بيوتٌ أواسيها طوالٌ وسورها
فوارسُ قيسٍ يمنعونَ حماهمُ … و فيهمِ جبالُ العزَّ صعبٌ وعورها
و قيسٌ همُ قيس الأعنة ِ والقنا … و قيسٌ حماة ُ الخيلِ تدمى َ نحورها
سليمٌ وذبيانٌ وعبسٌ وعامرٌ … حصونٌ إلى َ عزٍّ طوالٌ عمورها
ألمْ تَرَ قَيْساً لا يِرَامُ لهَا حِمى ً، … وَيَقضِي بسلْطَانٍ عَلَيْكَ أمِيرُهَا
مُلُوكٌ وَأخْوَالُ المُلُوكِ وَفيهِمُ … غيوثُ الحيا يحي البلادَ مطيرها
فإنّ جِبَالَ العِزّ مِنْ آلِ خِنْدِفٍ، … لقَيسٍ، فَقَدْ عَزّتْ وَعَزّ نَصِيرُهَا
ألمْ تَرَ قَيْساً حِينَ خارَتْ مُجاشِعٌ … تجيرُ ولا تلقي قبيلاً يجيرها
بَني دارِمٍ مَنْ رَدّ خَيلاً مُغِيرَة ً، … غَداة َ الصَّفا، لم يَنجُ إلاّ عُشُورُهَا
و ردتمْ على قيسٍ بخورِ مجاشعٍ … فبؤتمْ على ساقٍ بطيءٍ جبورها
كَأنّهُمُ بِالشِّعْبِ مَالَتْ عَلَيْهِمُ … نِضَادٌ، فأجبالُ السُّتُورِ، فَنِيرُهَا
لقدْ نذرتَ جدعَ الفرزدقِ جعفرٌ … إذا حزأنفُ القينِ حلتْ نذورها
ذَوُو الحَجَرَاتِ الشُّمّ مِن آلِ جَعفَرً … يُسَلَّمُ جَانيهَا وَيُعطى َ فَقِيرُهَا
حَياتُهُمْ عِزٌّ، وَتُبْنَى لجَعْفَرٍ، … إذا ذكَرَتْ مَجدَ الحَياة ِ، قُبُورُهَا
وَعرّدتُم عن جَعْفَرٍ يَوْمَ مَعْبَدٍ، … فأسْلَمَ وَالقَلْحَاءُ عَانٍ أسِيرُهَا
أتَنْسَوْنَ يَوْمَيْ رَحْرَحان وَأمُّكُم … جَنِيبَة ُ أفْرَاسٍ يَخُبُّ بعِيرُهَا
و تذكرُ ما بينَ الضبابِ وجعفرٍ … و تنسونَ قتلى َ لمْ تقتلْ ثؤورها
لقدْ أكرهتَ زرقَ الأسنة ِ فيكمُ … ضُحى ً، سَمهَرِيّاتٌ قَليلٌ فُطورُهَا
فقالَ غَنَاءً عَنْكَ في حَرْبِ جَعْفَرٍ … تُغَنّيكَ زَرّاعَاتُهَا وَقُصُورُهَا
إذا لمْ يكنْ إلاَّ قيونُ مجاشعٍ … حُماة ٌ عنِ الأحسابِ ضَاعتْ ثغورُهَا
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ أخزى مجاشعاً … إذا ذُكَرتْ بَعْدَ البَلاء أُمورُهَا
بِأنّهُمُ لا مَحْرَمٌ يتّقُونُهُ، … وَأنْ لا يَفي يَوْماً لجَارٍ مُجِيرُهَا
لقدْ بينتْ يوماً بيوتُ مجاشعٍ … على الخبثِ حتى قدْ أصلتْ قعورها
فكَمْ فيهِمُ مِنْ سَوْأة ٍ ذاتِ أفْرُخٍ … تعدُّ وأخرى قدْ أتمتْ شهورها
بنو نخباتٍ لا يفونَ بذمة ٍ … وَلا جارَة ٌ فِيهِمْ تُهَابُ سُتُورُهَا
وَخَبّث حَوْضَ الخُورِ خُورِ مُجاشعٍ … رواحُ المخازي نحوها وبكورها
أفخراً إذا رابتْ وطابُ مجاشعٍ … و جاءتْ بتمرٍ منْ حوارينَ عيرها
بنو عشرٍ لا نبعَ فيهِ وخروعٍ … و زنداهمُ أثلٌ تناوحَ خورها
و يكفي خزيرُ المرجلينَ مجاشعاً … إذا ما السّرَايا حَسّ رَكْضاً مُغيرُهَا
لَقدْ عَلِمَ الأقْوَامُ أنّ مُجاشِعاً … إذا عرفتَ بالخزى قلَّ نكيرها
و لا يعصمُ الجيرانَ عقدُ مجاشعٍ … إذا الحربُ لمْ يرجعْ بصلحٍ سفيرها
وفقأ عيني غالبٍ عندَ كيرهِ … نَوَازِي شَرَارِ القِينِ حِينَ يُطِيرُهَا
وَداوَيْتُ مِنْ عَرّ الفَرَزْدَقِ نُقْبَة ً … بنِفْطٍ فأمْستْ لا يُخافُ نُشُورُهَا
و أنهلتهُ بالسمَّ ثمَّ عللتهُ … بكَأسٍ مِنَ الذَّيْفَانِ مُرّ عَصِيرُهَا
و أبَ إلى الأقيانِ ألأمُ وافدِ … إذا حُلّ عَن ظَهْرِ النّجيبة ِ كُورُهَا
أيَوْماً لمَاخُورِ الفَرَزْدَقِ خَزْيَة ٌ، … و يوماً زواني بابلٍ وخمورها
إذا ما شربتَ البابلية َ لمْ تبلْ … حياءً ولا يسقي عفيفاً عصيرها
وَمَا زِلْتَ يا عِقْدانُ بَانيَ سَوْأة ٍ، … تناجي بها نفساً لئيماً ضميرها
رَأيْتكَ لم تَعقِدْ حِفاظاً وَلا حِجى ً … و لكنْ مواخيراً تؤدي أجورها
أثرتُ عليكَ المخزياتِ ولمْ يكنْ … ليَعْدَمَ جَاني سَوْأة ٍ مَنْ يُثِيرُهَا
لقيتَ شجاعاً لمْ تلدهُ مجاشعٌ … وَأخْوَفُ حَيّاتِ الجِبَالِ ذُكُورُهَا
و تمدحُ سعداً لا عليتَ ومنقراً … لدى حَوْمَلَ السِّيدانِ يحبو عَقِيرُهَا
وَدُرْتَ على عاسي العُرُوقِ وَلم يكُنْ … ليسقيَ أفواهَ العروقِ درورها
دَعَتْ أُمُّكَ العَمياءُ لَيْلَة َ مِنْقَرٍ … ثُبُوراً، لَقَدْ زَلّتْ وَطالَ ثُبُورُهَا
أشاعتِ بنجدٍ للفرزدقِ خزية ً … وَغارَتْ جِبال الَغوْرِ في مَن يَغورُهَا
لَعَمْرُكَ ما تُنسى َ فَتاة ُ مُجاشَعٍ، … وَلا ذِمّة ٌ غَرَّ الزّبَيرَ غَرُورُهَا
يُلَجِّجُ أصْحابُ السّفينِ بغَدرِكُمْ، … وَخُوصٌ على مَرّانَ تجرِي ضُفُورُهَا
تَرَاغْيتُمُ يَوْمَ الزّبَير، كأنّكُمْ … ضِبَاعٌ أُصِلّتْ في مَغارٍ جُعُورُهَا
وَلَوْ كنتَ مِنّا ما تَقَسّمَ جارَكُمْ … سِبَاعٌ وَطَيرٌ لمْ تَجِدْ من يُطِيرُهَا
وَلَوْ نَحْنُ عاقَدْنا الزّبَيرَ لَقِيتَهُ … مَكانَ أنُوقٍ ما تُنَالُ وُكُورُهَا
تدافعُ قدماً عنْ تميمٍ فوارسي … إذا الحربُ أبدى حدَّ نابٍ هريرها
فمنْ مبلغٌ عن تميماً رسالة ً … علانية ً والنفسُ نصحٌ ضميرها
عطفتُ عليكمُ ودّ قيسٍ فلمْ يكنْ … لهُمْ بَدَلٌ أقْيَانُ لَيُلى وَكِيرُهَا